الأحد، 27 ديسمبر 2020

حريرٌ خشن بقلم سُهيل الخُزاعي

 حريرٌ خشن

.
مالَتْ على كتفي ..
و في كفي المقبوضةِ
أسماءٌ لا أعرفها !
عَلَمَنيها ريحُ الصِبا القادمُ من الجنوبِ
بعدما كنتُ .. أُمّياً
لا أقرأُ
و لا أفقهُ من الرسائلِ سوى ..
رائحةَ الحبرِ
و آثارَ الأناملِ
ثمَ غفت
داخلَ عيني بجفنيها
مثل بناتِ النعشِ
المأخوذاتِ بلا إثمٍ
الى المحاجرِ
باكياتْ
أُقلبُ راحتي يَدَيَّ
محزوناً
أسفاً
على عمري المختبئُ خلفَ شبهاتِ الهوى
فتأخذني الحيرةَ
في رجلٍ
يحتالُ على ظلهِ
يكبرُ سنينهُ بعمرينِ
ينسى عامهُ الذي مضى
يتناسى الآخرُ
فيبقى بذاكرةِ العامِ العاشرِ من مدينتهِ
و كيفَ كانت الحربُ تأخذُ الكبار
و المشعوذينَ
و أصحابَ المساجدِ
و أهلَ الدكاكين
و كيفَ كنا كلما ودعنا حرباً
جاءت أختها
شديدةً
مثل المطرِ المتعجرفِ حينما يستكثرُ سقي سنابلنا
فينزلُ مثل المناجل على سيقانِ أهلنا
يكسرها
فلا نتمُ الحصاد
أراني لا زلتُ كهلاً
و لم أصغرُ بعد
و أنا بحاجةٍ إلى أن أعودَ
إلا أنَ للريحِ فتنةً
لو أتت بلا موعدٍ
صكت على وجهها بيوتنا
حدَّ النواح
فما كانَ مني إلا أن أُبقي كتفي على قيدِ الحياةِ
و أرحلُ أنا
الى الحربِ التي لن تنتهي أبداً
ما دامت في أرضنا المصائبُ
.
.
سُهيل الخُزاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق