الاثنين، 28 ديسمبر 2020

على قدر الاتكاء ياتى اليقوط .... بقلم /بقلمي لمياء السبلاوي


 


اعترضتني وهي تضع يدها على صدرها.. وتقاوم دموعها.. رأيتها لاول مرة.. غريبة عن الديار.. بثوبها التقليدي الذي لا ينتمي لتراثنا..  لكني احسست.. اني اعرفها.. اتذكرها.. ربما في إحدى سفراتي ...ربما في حياة اخرى رغم اني لا أؤمن بتناسخ الارواح... إستوقفتها.. احببت ان أساعدها.. ظننتها سكرانة .. أو ربما كانت تقاوم وجعا لا تتحمله الجبال .. فقد كانت تتمايل يمنة ويسرة.. أعطيتها بعض الماء.. وصببت الباقي فوق شعرها الغجري الذي كان يتطاير مع الرياح.. فالجو كان عاصفا .. والسحب تغطي السماء في هذا المكان الذي كان يفوح حزنا هذه المرة.. فقد تعودت الجلوس هناك .. ولم ألاحظ في السابق كل هذا الصقيع.. ولا هذا الظلام.. دعوتها للجلوس قربي..  وخيّرت ان لا أسألها أمرا... وفجأة توجهت إليها بالكلام...:
- ابكي.. هيا لا تكتمي دمعتك.. حرّريها.. اجعليها تغسل روحك.. تطهرك من الوجع.. فان طهرتك.. ستتعافين قريبا..." ..
خيّم الصمن.. ثم سمعت صوت نحيب.. لم اسمعه من قبل... تركتها تبكي .. ولم انظر إليها البتّة.. ثم هاج الموج..  وماج... وامتدت اطرافه.. حتى مكاننا... وإبتل ثوبي .. لكني لست ادري.. هل إبتل بمياه البحر.. ام بمياه دموعها وهي تضع رأسها على كتفي .. كمن يبحث عن راحة  لا يملكها...  تنهدتُ وسألتها عن سبب بكائها.. فردت بإقتضاب شديد.. "ليس هذا أول احزاني .. لكنها أول صفعة.." وفجاة طار الموج عاليا وسبّح البحر حمدا ... فانتفضنا معا.. نحمد الله على كل وجع.. وكل صفعة.. ونبتسم للسحاب .. فغدا قد تشرق الشمس.. وحتى تشرق الشمس لا تستند على احد واعتمد على عصاك.. ولا تجعل من قلبك سفيرك... 
سمعت صوت تطاير بلور مرآة الغريبة فوق سطح القمر... وسمعت امي تناديني.. أن استعدي للسفر... قبل ان تهب العاصفة من جديد بعد كل خذلان من البشر.....

بقلمي لمياء السبلاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق