أعياد
عيد الأضحى والفطر...المسلمين
الحانوكاه...اليهود
والكريسماس...النصارى
كثير ما يقع الإنسان العربي في ورطة بين ما يؤمن فيه من دين وعقيدة إسلامية ورثها البعض كموروث ديني بحت فهل يرضي ربه أو يجاري الآخرين على ما يقومون به من طقوس ومعتقدات خاصة بهم يمرحون ويفرحون بها على طريقتهم الخاص بهم ويحق لهم ذلك فهي امتدادا لتاريخهم ...
ولا بد من تعريف القارئ الكريم بإيجاز عن تلك الأعياد المذكورة ليس من باب النقد والسخرية والاستهزاء بمعتقدات الآخرين وإنما كما وردت عندهم وأقروها كأعياد تحت تسميات مختلفة...
أولا :- "عيد الحانوكاه" أو عيد الأنوار :- وهو عيد خاص باليهود وفرحتهم به ثمانية أيام بين الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر والأسبوع الأخير من شهر ديسمبر، وتضأ شمعة واحدة لكل يوم على مدى ثمانية أيام حسب التلمود، وسبب هذا لم يبق في الهيكل ما يكفي من الزيت لإيقاد الشمعدان المقدس من باب النسيان، وبالرغم من ذلك فإنه تم إنارة الهيكل 8 أيام بالكمية القليلة من الزيت المتبقي ،ولهذا أطلقوا عليه عيد الأنوار وذكرى تحرير أورشليم القدس وإعادة تكريس الهيكل ومعجزة الزيت...أما كونه عيد حانوكا فهذه الكلمة تعني في العبرية تدشين الهيكل الثاني في أورشليم سنة 164 ق.م فقد كان ما بين الدولة السلوقية والبلاطمة حروب سميت باسم الحروب السورية وكانت سجال، واليهودية مالوا إلى جهة البلاطمة، ولهذا فقد سخط عليهم السلوقيين ومنعوهم من ممارسة بعض شعائرهم الدينية...ولما عادوا لسابق عهدهم اعتبروا ذلك نصرا وعيدا لهم.
ثانيا :- أما عيد الكريسماس أو عيد الميلاد :- يُعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية وأصل كلمة الكريسماس مختصر ميلاد الرب أو ابن الرب عند البعض ومعناها(المخلِّص)، ويرافق هذا صلوات وأدعية خاصة بهم، ويتم تزيين هذه الاحتفالات بشجرة الميلاد وتبادل التهاني والزيارات والبطاقات وأغاني وموسيقى وأفلام ومسرحيات ومسلسلات تلفازية من أجل إظهار هذا العيد، ويعتبر الخامس والعشرين من ديسمبر للاحتفال بولادته وإظهار الفرح بذلك ... ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد يسوع فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بهذا التاريخ مع اختلاف بين التقويم بين الكنائس حسب التبعية...
ثالثا :- أعياد المسلمين :- عيدان عيد الفطر ويعقب صيام شهر رمضان الكريم "قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} البقرة 185
وعيد الأضحى "النحر" بعد اداء فريضة الحج " لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)الحج) ويبدأ من يوم النحر لآخر أيام التشريق الثلاث.
وأما السنة النبوية "فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال: "كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى" رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني .
إذن أصل الأعياد المذكورة آنفا تتبع عبادة خاصة كما تم توضيحه...
نأتي الآن نوضح معنى العلاقات الاجتماعية بين الناس في علم الاجتماع "فهي السلوك الذي يصدر عن مجموعة من الناس إلى المدى الذي يكون كل فعل من الأفعال أخذاً في اعتباره المعاني الذي تنطوي عليها أفعال الآخرين "
ومنها دوافع العلاقات الاجتماعية:- (الدافع النفسي – الدافع الروحي – الدوافع الاقتصادية – الاهتمامات العامة – دافع المشاركة الاجتماعية) نأخذ ما يخصنا وفق ما ورد في علم الاجتماع "وهو الدافع الروحي :- فهناك آيات كريمة تحث على إقامة علاقات وروابط بين المؤمنين فالله تعالي يقول " إنما المؤمنون إخوة "فهذه الآية من بين آيات عديدة تشكل الأساس الروحي للعلاقات والروابط التي تربط المؤمنين بعضهم ببعض" وهذا يشهد بوجود علاقات دينية خاصة... " وتطبيقها لا يستوجب التفرقة فالتفاعل الذي يتم وفق قوانين وقيم متفق عليها يؤدي إلي التعاون البناء وتقوية الروابط بين أعضاء المجتمع" أنتهى الاقتباس ما بين علامتي التنصيص من علم الاجتماع.
إذن أتضحت الصورة أن هنالك علاقات خاصة منصوص عليه دينيا تخص فئة من البشر لا تأثير لها على البقية، وإثارتها في كل حين يترتب عليه وجود إرباك وتفرقة وتفكك بين أفراد المجتمع ،
ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية بهذا الخصوص من توضيح العلاقات المسلمين مع غيرهم :-
قال الله تعالى "وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" إذن الشرك بالله والدعوة اليه ممنوعة في حق المسلم، وحتي من أقرب الناس اليك أمك وأبيك، فهذا الشرك ودلالاته وإشاراته مفروغ منه إلا هذا المشرك الذي أقرب الناس اليك لا يمنع الإحسان، فالإحسان شيء مستقل، والشرك شيء آخر ممنوع أن تسلك اليه أي طريق مهما كان يوصلك إلى الشرك، وهذا لا ينفى باقي العلاقات من مرض أو فرح أو تعزية وتشاركه أما خلاف ذلك لا.....ومن وقع فيما وقع به من دون علم أو نسيان أو جهل به فقد صرحت الآية الكريمة بالرجوع والإنابة والتوبة إلى الله وعدم التمادي خلاف ذلك، وإن حصل ووقعت بالمحذور المحظور فمرجعك إلى الله ويخبرك بما كنتم تعملون، فهذا تصريح مبطن بالعقوبة وتلويح بالعذاب، فعلى المسلم أن يهاب جلال الله ولا يحسب للعباد حساب؟؟؟؟؟؟؟فرضى الناس غاية لا تدرك، ورضى الله غاية لا تترك.
السنة النبوية :- عن مصعب بن سعد، عن أبيه رضي الله عنهما "حَلَفَتْ أمُّ سعدٍ أن لا تكلِّمه أبدًا حتى يَكْفُرَ بدِينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: "زَعَمْتَ أنَّ اللهَ وصَّاك بوالدَيْك، وأنا أمُّكَ، وأنا آمُرُكَ بهذا"، قال: مَكَثَتْ ثلاثًا، حتى غُشِيَ عليها من الجَهْد، فقام ابنٌ لها يقال له: عُمارة، فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عزَّ وجلَّ في القرآن هذه الآية:
﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ آية15لقمان وفي روايةٍ أنه قال: "يا أُمَّهْ، تعلمين واللهِ لو كانت لك مِائةُ نَفْسٍ، فخرجتْ نَفْسًا نَفْسًا؛ ما تركتُ ديني هذا؛ فإن شئتِ فَكُلي وإن شئتِ لا تأكلي، فأَكَلَتْ" ابن أبي حاتم"، 9/ 3036)برقم 17164
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات/ الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق