مدينةُ الخوفَ
.
نتحدثُ عنهُ و كأنهُ الّذي سيدوم أبداً و فعلاً هوَ لن يغادرنا
.
الموتُ وزيرُ الجلادينَ
و مِديةُ الله فينا ..
أيُنا يأتيهِ و في كفيهِ سفرٌ لأغلالِ السنينَ التي مَضت
حتماً سيخبو فيهِ صوتُ الروحِ طويلا
فيصرخُ الى الّذينَ حولهُ
أن آتوا اليَّ من الطينِ
سواءٌ كنتم وحلاً
أو تراباً يابساً ذليلا
آتوا
زُمَراً
أو فُرادا .. في أقدامكم سعيٌ
و لوجوهكم بؤسٌ من مصائبِ عامَت بالهوى سبحاً عليلا
و أطلبوا الصفحَ مني
أنا الفقيهُ بالوجعِ
كلما ساءَ مصيرُ أمري
لججتُ الى الجرحِ قائماً
أحزُ نحرَ الحيرةِ
فديةً لبقايا المعوزينَ من أبناءِ مدينتي المخزية بالعويلِ
غيرُ آبهٍ أنا ..
لو نُفيتُ
أو خيرتُ بينَ نسوةٍ إتشحنَّ بالمكرِ
و أُخرياتٌ كففنَّ من أعناقهنَ سحراً لبوحٍ مستحيلٍ
أيتُها النفسُ !
و كم مرةٍ أمَّرّتِني بالحبِ ؟
أنَ يا فتى أقدم
و ما كُنتُ عن أمركِ إلا كَمَن توفاهُ الشوق ضَجيعا
ليسوا جميعهم موتى
لكنني الأكثرُ رحيلاً فيهم
كُلما أتيتُ الى قلبٍ
رجموا الخطى التي كُنتُ أمشيها
سلامٌ على الموتِ الّذي حَلَّ
و أهلاً ..
نحنُ الأكارمُ و أنتَ الموقدُ الّذي نحرقُ فيهِ أيادينا
رواةٌ نحنُ
و الحديثُ معولٌ
نحفرُ به قبراً
كلما إشتدَّ بنا ساعدٌ .. رددنا الثرى خوفاً من وخزِ الموتِ فينا
.
.
سُهيل الخُزاعي / بغداد / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق