الأحد، 27 ديسمبر 2020

عَلقَمٌ حلوٌ بقلم سُهيل الخُزاعي

 عَلقَمٌ حلوٌ

.
مَنْ إستطاعَ رسمَ إسمكِ على جنحِ فراشةٍ .. ضَحي لهُ بقلبكِ
و لا تزدلفي مِنهُ مقاماً
إلا و أنتِ سورةٌ يرتلها آناءُ الهوى
و أطرافُ الليلِ الطويلِ
هو كالأنبياءِ ..
لا يزدريهِ سوى المشركينَ عن كلِ غايةٍ
ينصحُكِ .. أنْ تسجدي للربِ و قلبكِ عامرٌ بحبهِ
ثُمَ يلبسكِ من سُندسِ الحنينِ سراجاً
كلما إنطفأ نورُ الله في عينيهِ
إستدل بكِ إلى السماءِ
يصلُها من بعدِ ذكرٍ
لا طوافَ لهُ فيها إلا و أنتِ تمسكينَ لهُ الجنةَ بين شفتيكِ
إبقِ أُنثى !
حتى لو كَبُرَ فؤادكِ
و استحالَ الصبرُ في رأسكِ شيباً ..
و علا ضجيجُ قدميكِ فوقَ الشوارعَ القديمة
و أزهُري
نضجةً
مثلَ حقولِ الحنطةِ المحصودةِ بمناجلٍ حَدُّ نصلها البكاءُ
كلما أخذوا منها غِلةً
كابرت بكلِ ما تمتلكُ من شموخٍ
فصارت خبزاً لا يشتهيهُ
إلا من اغترفَ من الإيمانِ شربةٍ
ليعرف معنى أن يهلكَ العمرَ مِنْ أجلِ الآخرين
مَنْ أنتِ لتضعينَ أوزارَ الهوى كحلاً لي ؟
و مَنْ أنا ..
لأصبحَ ناسكاً أدورُ حولكِ من مشرقِ خصركِ الى مغيبِ عينيكِ ؟
و مَنْ كُلِ هؤلاءِ ..
و جميعهم قدموا الى هنا ..
يبغونَ من الله قولاً
ليعفو عنهم مكراً مكروهُ بنا
و أينَ البقيةُ بعدما كانوا يستغيثونَ بنا عندَ كلِ قصيدةٍ أكتبها فيكِ ؟
أراني
و أراكِ
قَد دنا أمرُنا
و أستدلَ الجهرُ فينا على صوتِ الأنينِ ..
هاتِ برهانكِ و أنتِ تُصَلِينَ عليَّ غائباً
أنَّ الموتى لا تحييهم من بعدِ هجرٍ .. سوى مناجاةُ المُحبين
.
.
سُهيل الخُزاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق