الأحد، 27 ديسمبر 2020

مودةٌ و حَنين بقلم سُهيل الخُزاعي / العراق / بغداد

 مودةٌ و حَنين

.
و ما كادَ أنْ يمسّنا نَصَبٌ مِنْ عناقهم
حتى إنجَلَتْ غُبرةَ الأقدامِ من مواضعِ الركضِ
ظننا بريحِ القومِ نحوَ المدينةِ .. قَد أقبلتْ ..
فكُنا نهرولُ .. مثلَ الثكالى
مرفرفينَ بقلوبنا قبل الأجنحةِ
هامَتْ بنا الأشواقُ و أهتمتْ بأنفسنا
حتى إنبرى الدمعُ مدراراً يهزُ أوداجَ القنا
كلما هَلَّ على الجيدِ ماطرا
كتمنا الآه .. صيحةُ ضريرٍ لا يرى الوَسَنِ
مَن يَرى ما آلَ إليهِ حالنا
أوصوهُ بالرسائلِ ..
أنْ يروي جلالةَ الأمرِ و هولَ الحدثِ
نحنُ ما رأينا من الدهرِ وجهاً تطيبُ به أعيننا
و لا مَنَّ علينا الزمانُ بوصلٍ تبتهجُ بهِ السُرَّرُ
نعيشُ مغبرةٌ بالحربِ وجوهنا
بنادقنُا نساءٌ
و السواترُ أسرةٌ للنومِ
نضاجعُ الرصاصَ و الموتُ خمرنا
كلما سكرنا ..
تهاوى واحدٌ منا شهيدُ القدرِ
سعاةٌ الى الحبِ تهيمُ بالهوى أنفسنا
نشتاقُ
و نفقدُ
نَجِدُ
و نَرحَلُ
نتعتقُ
و نَبلى
نزهو
و نكتملُ
ننشجُ
و نتزملُ
كأننا .. حينٌ من الصبرِ مَرَّ عليهِ مُرٌ فذاقَ منهُ طعمَ الحنظلِ
أسرى بنا الحنينُ الى الله جوعى
ندعوهُ و نبتهلُ
رباهُ و قد بلغَ فينا الأمرُ من شدتهِ
حتى صارَ لا يُرى من صدورنا إلا نبضاً و بعضٌ من الأضلعِ
كلما هبتْ علينا ريح قومنا
أفتتنَ الجميعَ بعطرِ من أرتحلوا
.
.
سُهيل الخُزاعي / العراق / بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق