نشاز
عابس كَرِه الأنامُ اقترابه
لا مُفتِرٍ عن ثغره بتبسُّمِ
جادت له الأكوان بِشاسع نورها
فازورّ عنها في كهفه المُظلم
مُتشنّجُ الأوتار عزفه ناشز
قاحلة صحراؤه ماؤها علقم
رَكِب الخطابَ، بالعقول هشاشة
بعد بلطجة على المنابر يَخطبُ
أطالوا اللّحيّ لحوراء عين تجمّلا
هي في الجِنان مع أخريات تَرقبُ
خِضابُها دماء، حنظل حناؤها
يقتلعُ خِصب الأعمار لها ولا يحفلُ
حواء لعنة عندهم وغنيمة
هَوَسُ الجنون بها مُلازمُ
خمريّةٌ هي، تبيعُ المسابح
عطريّة عيدانها، سوادها طلسمُ
يُراقصُ الدخّان جسدا يُستثارُ لها
يغرسُها في الأرض عدمًا ثمّ ينفجرُ
هلّا شهِدتَ متعةً ناريّة
وأنتَ على حافتها الباهتة تُقبرُ
وجوه خِلتَ أنّكَ نسيتها
حيوان تزوم مُحاذرا حين تذكُر
تنتَشي بنايّ راعٍ تحبس صوته هلعا
على احمرار دم في أديم الأرض يُهرق
ثعابين المفازة تُطلقُها رُجما
طيرُ الأبابيل جُرمُكَ ذا تنكر
سافرة هي والطّاغوت شقيقها
حرب تَشنّها عليهما ولا ترحمُ
هادية آمنة
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق