...رحل الخريف يا الرجل الغريب ...هذه بقايا أشيائه الخاصة ...تذروها رياحه الباردة ...متألم انت لهذا الرحيل ...رحيل لا ينتهي ...انا وانت... وأجمل الذكريات ... ترك لنا ...أوصانا بها خيرا... حتى عودته ...مسافات طويلة مشيناها سويا ...كنت تمسك بيدي ...كنت أتمسك بيدك ...تناغم مكهرب... تسرب إلينا ....التذذنا دفئه ...يا الرجل الغريب ...ليلى و الذئب ...هناك... في العراء البعيد ....لا دفء لا وطن ...انا ايضا... بلا وطن ....هلا كنت لي الوطن... الوطن الملجأ ....بذراعين قويتين... احتواني الرجل الغريب ....كل العالم جبت ....كل المذاقات ابتلعت ....بكل الألوان تدثرت ...بكل عشقي له... ضممته ...ربت عليه ...داعبته ....مسحت على صدره ....بعينين بلون الخريف... مساء رحيله عنا... نظر الي ....همست اليه ...(....الذئب و ليلى ...يلعبان ...يتسابقان ...يتراشقان بالأزهار ...يستحمان في النهر ...يرتعشان بردا ...يلتحفان معا ...ينصهران ...ثانية... الى العبث يعودان ...فجرا لم تجد ليلى ذئبها ...بحثت عنه في كل مكان وطئته اقدامهما ...اثرها تتبعت ...مغارة صلدة وصلت ...أصوات ...صخب...موسيقى ...انتهت اليها ...رائحة البخور و الصندل و الطيب... تعبق في الفضاء ... لم تتبين شيئا ...أسرعت الى الخيمة الوردية ...الخيمة الحلم ...خيمتها هي و الذئب ....لبست الجلد ...جلد الذئب الذي أهداها إياه ذئبها... اول لقاء لهما ...أحكمت غلق ازراره ...الى المغارة أسرعت ...تسربت اليها أنثى... برائحة الغيب ...بالوان الفصول... كان الذئب يرقص ...ثملا يرقص ...يصوت ...يضحك ...ينادي ليلى ...ينشد أشعار عمر ...ذئابا كثيرة تشاركه الفضاء ...كلها تتمايل ثمالة ...المها ما هو عليه ...منه اقتربت ...تجاهلها ...واصل تجلياته النشوة ...تمسكت به ...بعينيه الغيب تملاها ...تلمسها ...تشممها ...عوى ثلاثا ...فرت الذئاب ...غادرت المغارة ...شراب ...ثمار ...أزهار ...صورة ليلى... محفورة بأنيابه على الجدران ...أنياب الذئب ...تهللت أساريره ...انها هي...ليلى أمامه...تلبسه...في جلده تتخفى ...مزق الجلد القناع ..للنار أعطاه ...رائحة جسد ليلى... برائحته... ملأت المكان ...امتزجت ...امتزجا معا ...التحما ...مطر اخر يوم... من ايام الخريف ...يروي الارض العطشى ...يحبلها ...يخصبها... صوت كالموسيقى الهذيان... يلف العراء البعيد ...)...الحكاية لم تنته يا الرجل الغريب ...اي حلم ارق... تعيش الان ...انت معي ...انا معك ...لكل منا... حلمه الاخر ...نرحل مع الخريف ...نحمله حلمنا الأرق....الحلم المشتهى...يبذره حيثما حل... يزهر وطنا حبا ...لمن لا وطن له ...ونحن دون وطن...في الخريف... ننصهر وطنا واحدا ...وطنا كبيرا للحب ...العشق ...للحلم ...للآتي ...للون... للقلب... للحرف... لوجه طفولي... يابى الاقتلاع مني...
ربيعة الفرشيشي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق