الأربعاء، 30 ديسمبر 2020

قراءة في موسوعة "بيان في لغة اللاهوت" للأديب الليبي إبراهيم الكوني بقلم الناقدة الدكتورة زهرة سعد لاوي

 ملاحظة، هذه دراسة كانت الأولى من البحوث التي تفاعلت مع عمل الرّوائي "إبراهيم الكوني في عمله الموسوعي" بيان في لغة اللاهوت، أثار إعجابي كثيرا فأردت أن أطلع عليه في تلك السنوات محبّي الكوني من القرّاء والباحثين، وقد وافتني دار صادر بالأجزاء الأربعة الأولى موضوع هذه الدّراسة، ولم أطلع لاحقا على بقيّة الأجزاء، وأظنّها وصلت إلى سبعة أجزاء. أنشره إليكم على مراحل.

 

قراءة في موسوعة

"بيان في لغة اللاهوت"

للأديب الليبي إبراهيم الكوني[1]

 

المُلخص

هذا البحث هو قراءة في موسوعة "بيان في لغة اللاهوت، لغز الطّوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر" التي يأخذنا الأديب الليبي إبراهيم الكوني من خلالها إلى العصور البدئيّة في اللـغة والعقيـدة وفي الأحاسيس والمشاعر الرّوحية، والعـوالم الفنّية للطوارق، سكـان الصحراء الكـبرى, ولأجدادهم المصريين القدامى. وهي رحلة في الزمان والمكان، أراد المُؤلف أن يبين فيها للمُتلقي أسبقية اللغة البدئية على بقية لغات العالم التي"استقت منها كلّ الأمم مصطلحاتها ورموزها الروحية…". وذلك ما غيبته الدراسات اللغوية والأنثروبولوجية القديمة والحديثة، متبعا في ذلك منهجية علمية متكاملة أساسها تفكيك الظاهرة اللغوية المتصلة بأسماء الأوطان، أو الأرباب، أو مفاهيم العقل البدئي، ثم يعرض إلى تحليلها وتأويلها، ومقارنتها ببقية لغات العالم الأخرى. وبعد تحليل جملة من المباحث المعبّرة عن موقف المؤلف والمصنّفة لما جاء فيها من شواهد خلص البحث إلى استقراء الأبعاد ومحاولة تحديد مراجع المؤلف ومنهجه، ثم عرض لصورة الإنسان البدئي في ضوء بعض الدراسات الأخرى، كما خلُص البحثُ إلى النظر في لغة المؤلف والتعليق على الموسوعة ثم الانتهاء إلى الخاتمة.

 

-التمهيد:

"بيان في لغة اللاهوت، لغز الطوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر" : موسوعة جاءت في أربعة أجزاء، لا يزال جزؤها الخامس "أسفـار سومر، قيـد الإنجـاز[2].

ويبحث الكوني في هذه الموسوعة في اللغة البدئية، لغة المصريين القدامى، (طوارق اليوم). فيدرس ما تركوه من أسماء للمدن والأقاليم، ويربطها بأسماء الآلهة والأرباب، ثم يردفها بدراسة عميقة للغة وللعقل البدئي وللمعتقدات والأساطير. وهي مواضيعُ قد استقرت فيها نسبيا آراء الدّارسين من الباحثين في اللغة وفي الأنثروبولوجيا في عصور كانت قد عرفت ازدهارا في مثل هذه المسائل، ولكن أن يعود الكوني في القرن الواحد والعشرين إلى مثل هذه المواضيع وقد عهدناه قصّاصا وروائيّا متميّزا، فذلك ما يجلب الانتباه ويدفع على التساؤل لطرافة الموضوع وأهميته.

ينطلق الكوني من فكرة كان قد تناولها "والآس بيدج" (عالم المصريات من الجيل الكلاسيكي) في كتابه "ديانة المصريين" حول "الارتباطات المشتركة بين الأسر اللغوية الثلاث (الهند-أوروبية والسّاميّة والحاميّة) والتي تستطيع أن تنتج ما أسماه باللغة الخامدة لعصر ما قبل التاريخ المبكّر. فرأى المؤلّف أنّ هذه اللغة الخامدة ليست سوى لغة الطوارق (تمهق-أو التمحو) التي ساعدتها عزلتها في مَتاهة إسمها الصحراء الكبرى طوال هذا الزمان، فاستطاعت أن تحتفظ لا بسرّ المصريين وحدهم ولكن بسرّ العقيدة الدينيّة البدئيّة التي اشتقت منها كلّ الأمم مُصطلحاتها ورموزها الرّوحية ومَفاهيمها الفلسفيّة وكلّ الرّؤى التأمّلية"[3].

كيف كان ذلك؟ ما هي هذه اللغة؟ما هي خصائصها؟ وما هو الّدور الذي لعبته في تاريخ بقية لغات العالم؟

- قصة البدء : الفرار من التصحّر والاستقرار على شطآن وادي النيل:

في ذلك الزّمن البعيد نشأ الإنسان الأوّل في "أحضان أمّ قاسية أذاقته مرارة الظمأ، فعرف لعنة الحرمان من الماء أجيالا، حتى أنه تنازل عن أحبّ الأوطان، وفرّ من صحرائه الكبرى[4] ليستقر على شطآن الوادي المغمور بالفيض"[5]… "النيل الذي تعني كلمته في لسان القوم المنسي هبة الإله على خلاف ما ذهب إليه هيرودوت من أن "مصر هبة النيل"…[6].

ولا غرابة لذلك أن يلعب الماء في ذهن المصريين القدامى أجداد طوارق اليوم دورا عقائديا، معه "نصب الطارقي السائل معبودا". وعبر اللسان البدئي عن حقيقـة النيل لا كـمياه تروي الجسد، ولكن كروح تحتكر هبة اسمها الحياة[7].

وأطلق على تلك الأرض الصحراوية التي يخترقها ذلك السّيل السخيّ إسم "تانكمنت" أو "كمـت". وهي تعني في لغة الطوارق "الأرض التي وجدناها أو اللقية أو الهبة، ثم أطلقوا عليها مع تطوّر الزمن اللقب المهيب "مصر" ومعناه بلغة أجداد الأمس وبلسان أحفادهم طوارق اليوم "الرائدة"، أو"العريقة"، أو "السباقة"[8].

هناك "استقرّ القوم على شطآن الوادي الأبدي، واندمجوا مع أبناء الشطآن قبل أن يبتدئوا في تشييد أول حضارة بشرية عرفت الله"[9]. ثم عاد الطوارق القدامى إلى الصحراء الكبرى حيث كانت عزلة المكان عاملا كبيرا ساعدهم في الحفاظ على هذا القديم الذي اندثر من حياة أجدادهم المصريين القدامى نظرا لتوافد الأمم على ذلك المكان المنفتح على القادمين إليه عبر الأزمان وعبر الحضارات[10].

"وتطلق الأمم على أهل الصحراء الكبرى إسم الطوارق في حين يطلقون هم على أنفسهم إسم إيموهاغ. وهو جمع على حد رأي المؤلف لمفرد "أماهاغ" الذي يعني الغريب، أوالنبيل، أوالضائع، أوالمحروم المغلوب على أمره، حتى أنّهم يردّدون في أمثالهم عبارة تقول : "إيموهاغ آميهغن" أي الطوارق مفقودون أو مسلوبون، تعبيرا عن إحساسهم العميق بضياعهم لا في المتاهة التي تمثلها الصحراء الكبرى وحسب، ولكن تعبيرا عن إحساسهم التراجيدي بالضياع في الوجود الإنساني…[11].

اللغة البدئية :

يبحر الكوني في كيان اللغة الطارقية فيجعلها اللغة الأولى التي ظهرت على وجه البسيطة ويعتبرها محور اللغات جميعها كالسامية والحامية واللاتينية وغيرها. ذلك أن "القبيلة البدئية تمزقت في أشتات عبرت البحر شمالا، وفرت شرقا لتستقر على شطآن الوادي الإلهي وراق لها السفر، فمضت لتعبر صحراء شبه الجزيرة العربية واليمن، وركبت مياه المحيط لتتسلل إلى بلاد ما بين النهرين من جهة الشرق، لأننا (والكلام دائما للكوني) إذا كنا نفتقد البرهان التاريخي لنشاط الأمم في الأزمان التي سبقت التاريخ، فإننا نجد ملامح وحدتها لا في مدلول المفردات وحدها، ولكن في بناها التركيبية، وفي نفسيتها، وفي هويتها الدينية، دون أن ننسى أنّ الوحدة اللغوية الحقيقية ليست وليدة الاحتكاك الطارئ، ولكنها دليل على وحدة الأصول السّلالية في المقام الأوّل[12].

ويتوغل الكوني في دراسة لغة "التيفيناغ" توغل العارف بالصوتيات والصرفيات وبمختلف مستويات اللغة، فتمهغ" قد تعني الـ"تمحو" في النّطق الشفاهي خاصة وأن لغة الطوارق تخلو من الحروف المُتحرّكة عند كتابتها بأبجدية "تيفيناغ". وهذه اللغة تخلو كذلك من حرف الحاء وحرف العين الذي يجب أن يستبدل بحرف الغين.

ويتحوّل حرف الواو في المتون المصرية غينا في لغة الطوارق، ويستبدل حرف الواو بحرف القاف". وأساهـو" الواردة في المصرية طبقا لهذه القاعدة، ليست إلا كلمة "أساهـغ" الطارقيـة, وهي تعني لحون الحنين إلى الوطن المفقود في أغاني الطوارق، في حين أطلق المصريـون القدماء "أساهـو" على نجم سماوي رأوه أيضا وطنا مفقودا[13].

ينزع الكوني في هذه الموسوعة إلى دراسة اللغة البدئية الطارقية دراسة علمية متتبعا في ذلك المنهج البنيوي السوسيري فيتناولها من الناحية الخارجية أو المدلول الظاهري على حد تعبيره فيحدد المستوى النطقي للكلمة بالتفكيك[14] والتحليل والتأويل وضبط المعنى والمداليل.

فيبحث في جذر الكلمة وما يطرأ على حروفها من تبادل في الأمكنة تبادلا يمليه الاستعمال والنطق أحيانا، إضافة إلى تجاور الحروف وتنافر بعضها ممّا نجده في اللغة البدئية، أوفي شقيقتها اللغة المصرية، مثال ذلك الإسم الذي أطلق على القبائل الليبية "تحنو". فباستبدال الحاء هاء تصير الكلمة"تهنو". وعند إضافة الحرف المتحرك "أ" الذي يُنطق ولا يُكتب في كلا اللغتين نجد الكلمة قد تحولت : "أتهنو" وهو ما يعني في كلا اللغتين أيضا "الاستقرار"… وهي لفظة لا تختلف في الدلالة عن الكلمة العربية "الهناء"التي تحمل معنى الاسترخاء[15].

ويضبط الكوني للغة البدئية هيكلا له سمات خاصة وقانون وكيان. فهي "لغة الساكن الوحيد، لغة يطلق عليها علماء اللسانيات صفة اللغة ذات المقطع الواحد" أي الحرف السّاكن الواحد الذي إذا أضفنا له حروف العلة كشف لنا عن مدلول كامل".

وتتضاءل "الرموز في أبجدية التيفيناغ من واقع 22 رمزا إلى ثلاثة عشر رمزا أصليا فقط، علاوة على حروف العلّة المنفيّة من حرم الأبجديّة أصلا"[16].

ويحدّد الكوني هذه الرّموز مقارنة بالحروف العربيّة كما يلي[17]: 

التارقية

العربية

التارقية

العربية

 

م

 

أ

 

ن

 

ب

E

ص

+

ت

 

ض

 

ث

:

غ

 

ج

 

ع

 

ح

I

ف

 

خ

ق

د

د

 

س

 

ذ

 

ش

 

ر

 

هـ

 

ز

 

و

 

ط

 

ي

 

ظ

 

 

 

ك

 

 

Ll

ل

 

بدأت اللغة المصرية القديمة إشارات وإيماءات ورموزا أي علامة بالمعنى اللساني الحديث. وهذه العلامة تطورت في مراحلها عبر الزمن، ثم انتهت إلى النظام الهجائي المعروف اليوم، إلاّ أنّ هذا النظام الهجائي خلافا لما أثبته علمـاء اللسانيـّات من أن الحرف في الكلمـة يعني "الفونيــم"Le phonème = الوحدة الدنيا التي لا معنى لها، لكنّ الكوني يثبت أنّ حروف العلّة تحمل معاني مجرّدة ومدا ليل وجودية مطلقـة، وإنّها في اللغة البدئية تميّزت بمداليل خاصة نذكر منها بعض المفاهيم التالية التي تغوص بمعناها في الوجود والخلق والبدء والمقدّس:

- باء الرّوح[18]

- تاء الخلق الأنثوي.

- جيم الخلق (اللّوغوس)…

- كاف الحضور المقدّس (الجذور)…

 - الواو= واو الوجود، الميلاد.

وتخضع اللغة الطارقية إلى قانون الإبدال "فالكلمات تبقى رُموزا مُستغلقة ما لم يهتد المريد إلى حيل التركيب التي ابتدعها العقل البدئي ليقيم المدلول في كلمة تبدو عارية، ولكنّها في حقيقتها بنية مركبة من عدّة كلمات قبل أن يتقدّم إلى الأمام في مجاهل اللّغة البدئيّة ليكتشف كيف تتعاقب الأحرف في بعدها المعزول لتحتلّ حيّز أحرف أخرى تبعا لتجاورها في المخرج الصوتي، وتحتلّ الأحرف مكان أحرف أخرى قرينة لها في الدّلالة لتجبها أو تنوب عنها… دون أن تنقلب إلى ما يسمّيه أهل اللغة "المترادفات". فكلمة "تسـوت" يُمكن أن تعني بقرة ولكنّها تنقلب لتعني "مقبـرة"[19].

ولا يقف الكوني في دراسته هذه عند المظهر الخارجي فقط، بل يغوص في المدلول المجرد أي الناحية الداخلية للغة على حد تعبير سوسير أو التنظيم الباطني لها.

وهذا التنظيم الباطني يعانق في حميمية المدلول الديني الذي يسيطر على الكلمة في اللغة الطارقية بصفة عامة. "فالبقرة (تسوت) ليست بقرة بالمنظور البدئي، ولكنّها ربّة عبدها أهل الصحراء الكبرى منذ ما يزيد على عشرة آلاف سنة حتى أنّ الأخلاف ورثوا وصيّتها عن أسلافهم مزبورة على جدران الكهوف وصلد المغاور[20]. ووصل تقديس البقرة أو الثور عند الطّوارق حدّا معه أطلق هذا الإسم على الوطن المجيد "آزجر".

"وبلغت عبادة الثور أوجهها في عقائد السّومريين الذين سبكوا أجرام الأبقار في أنفس المعادن ونصبوا أجرامها تمائم على أسوار المدن وزقورات المعابد داخل القصور. وفي الهند مازال البقر يتبوّأ عرش الألوهة التي فقدها في الأوطان الأخرى منذ زمن بعيد"[21].

ويجيب الكوني عن السبب الذي "جعل اللسان البدئي يطلق كلمة "سو" على المقبرة. ذلك أنّها بالنسبة إلى إنسان أسّس مبدأ خلود الرّوح (كما ينعت هيغل إنسان مصر القديمة) ليست أكواما من حجارة ترتفع فوق هاماتها أنصاب شواهد ترقد تحتها رمم زائلة، ولكنّ المقبرة في عقل هذا الإنسان الديّن، هي وطن الرّوح. (ساو، أو ساهو= س و).

وتتجلّى للمتلقّي هذه المعاني في أغاني الحنين الطارقية ذات البعد الديني، ترتيل إلاهي عن الاغتراب الرّوحي "الطرد من الجنة". واسم المقبرة (س و) يعني "شحنة الميلاد". فالموت في مفهوم إنسان ذلك الزّمان لم يكن لعنة الطبيعة كما نراه اليوم، ولكنّه رحلة خلود[22].

ويربط الكوني هذا التحليل باسم أعرق عشائر الشتات الذي أطلقته فلولها عندما استقرّ بها المقام في أرض ما بين النّهرين وعرفناه تحت اسم "سومر". فشفرة الجزء الأوّل من التركيب (س و) مدلول يعني "الباطن الإلهي"، وأمّا "مر"(mr)، فيدلّ على الطبيعة في الميم، وعلى الألوهة، أو الأرومة (باعتبار الأرومة ألوهة في كل الأحوال أو السّلالة في حـرف الرّاء ليصيـر البيان متـرجما :"طبيعة الأرومة"، أو"سجّية الألوهة". وتطور المعنى في كلمة "مر"، وصار يدلّ على النّار أو لفحة النّار كما يسمّيها طوارق اليوم[23] إلى غير ذلك من توليد المعاني دليلا قاطعا على موسوعيّة الكوني التي عُرِف بها وصارت طابعا خاصا به.

  ومن سمات لغة الطوارق أيضا أنّها تقوم على"العدد … وإذا استنطقنا كلمة "رقم" كرديف لمبدأ العدد نجد أنّ الرّاء= إسم القدمة والقاف حرف حلقي مُستبدل من الكاف المُستخدمة في الثقافة البدئية لمدلول : "الجذر"، أو "الأساس"، أو "القاع"، أو "الأسافل"، والميم= هي ميم الأمومة كوسم للطبيعة ليتبدّى الكنز في عبارة مهيبة تقول. "قدم جذر الطبيعة أو الأصل السفلي للعالم"[24].

ما يلفت الانتباه في هذا العمل الموسوعي أنّ الكوني الذي عرفناه في مؤلّفاته الأخرى روائيّا مُتميزا نراه في هذه الموسوعة يصنّف مقارناته اللغويّة بكلّ يُسر ومَقدرة ليس بين لغة طوارق اليوم وأجدادهم المصريين القدامى أو السّومريين، بل بين اللغة البدئيّة وبقيّة اللّغات الأخرى كاللّغة السامية والحامية والهند- أوروبية واللاتينية واليونانيّة في السّوابق واللّواحق والجذور والدّلالات، فينبري يُلاحق أسماء الأقاليم والمدن والأرباب في اللغة البدئيّة وفي غيرها من اللّغات الأخرى ليثبت للمتلقّي بالتفكيك والتّحليل والمقارنة والتأويل أنّ اللغة الطارقية هي الأسبق، وليست اليونانيّة كما أخبرنا بذلك كثير من اللغويّين واللسانيّين. وهذا رأي يعدُّ على جانب كبير من الجرأة ولا يصدر إلاّ عن باحث مُقتنع ببحوثه واستنتاجاته.

يتبع...

 



[1] غيّرت مجلّة كتابات معاصرة العنوان كالتّالي : إبراهيم الكوني، فنّان الأنثروبولوجي "بيان في لغة اللاّهوت"، لغز سومر والفراعنة، طوارق المجتمع الأمومي وأصول اللّغات، نشرت الدّراسة بالمجلّة العدد 50، المجلّد 13، (حزيران/ تمّوز 2003).

[2] يحمل الجزء الأول عنوان "أوطان الأرباب"291 صفحة، ويحتفظ الجزء الثاني 191 صفحة، والجزء الثالث 234 صفحة بنفس العنوان، إلا أنّ المضاف إليه والمضاف يتبادلان المكان ليصبح العنوان "أرباب الأوطان". أمّا الجزء الرّابع من الموسوعة فهو بعنوان "المقدّمة في ناموس العقل البدئي" 276 صفحة. ووصلت هذه الموسوعة على حدّ علمي إلى سبعة أجزاء.

[3] إبراهيم الكوني، بيان في لغة اللاّهوت لغز الطّوارق يكشف لغزي الفراعنة وسومر"دار الملتقى للطّباعة والنشر، سنة 2001، ج1 وسنشير إليه لاحقا بعبارة "موسوعة البيان" كما فعل صاحبه.

[4] "موسوعة البيان، ج.1. ص15"حدد العلماء الفترة التي عم فيها التصحر بعشرة آلاف سنة.

[5] "موسوعة البيان"، ج.2. ص 114 "نجد للماء أثرا جليا في ديانات الوحي من خلال تأليه الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وكذلك نجد فيما أوردته أسفار العهد القديم مرورا بأناجيل الرسل "أن الماء قيمة مقدسة لا تقارن إلا بالزيت".

[6] المرجع نفسه ص15.

[7] يبرز المؤلف قيمة الماء في العقل البدئي، إذ صار "الرديف الميتافيزيقي لمبدإ الروح، إلى حدّ لا نجانب الحقيقة إذا اعتبرنا فيه الروح ماء تبخر أو تستر، والماء روحا استظهرت" المصدر نفسه، ص115.

[8] الجزء الأول من "موسوعة البيان", ص21

[9] المصدر نفسه، ص15.

[10] يتمثل هذا القديم في العلاقة بين اللغتين(المصرية وتماهق). فهي ليست علاقة التأثير المتبادل الذي يحتمه تجاور الأمم، أو اختلاط الأجناس البشرية، ولكنها علاقة اللغة الواحدة التي زالت في وادي النيل بفعل تفاعل آلاف السنين مع الأمم الدخيلة في حين بقي شقها الثاني على قيد الحياة بفضل العزلة التاريخية الطويلة في متاهات الصحراء الكبرى. "موسوعة البيـان"، ج1، ص14.

[11] يوسع الكوني هذا الحقل اللغوي الهام ليشمل شمال إفريقيا، قائلا إنّه "لما كانت كلمة إيموهاغ (أو إيموزاغ حسب لهجة طوارق مالي أو إيموشاغ حسب لهجة طوارق آير) من الشواذ التي يجب أن تنتهي بحرف نون حسب قواعد اللغة في حال الجمع,فإن أقوام شمال إفريقيا حاولوا في لهجاتهم التي انبثقت عن هذه اللغة أن يعيدوا اللفظة الشاذة إلى القاعدة عندما أطلقوا إسم إيمازيغن على القوم، فسموا اللغة الأمازيغية إنكارا للشذوذ اللغوي، وانتصارا لناموس النحـو". المصدر نفسه، ص ص. 09-10 

[12] "موسوعة البيان"، ج2، ص12.

[13] المصدر نفسه، ص.12.

[14] المصدر نفسه، ص 209. وانظر كذلك لمزيد الاطلاع : "رسالة إلى صديق ياباني"، (حول مفردة "التفكيك" ومفهومه).(ص57-63) من كتاب جاك دريدا : "الكتابة والاختلاف"، ترجمة كاظم جهاد. تقديم محمد علال سيناصر. المعرفة الفلسفية. دار توبقال للنشر. الطبعة الأولى 1988.

[15] المصدر نفسه، ص ص.12-13.

[16] انظر "موسوعة البيان"، ج.4. ص.19.

[17] "موسوعة البيان"،ص.186.

[18] "الباء في اللسان البدئي مجبولة في الأصل بمبدإ الثبات. وقد صارت رديفا للرّوح في مضمونها الحسّي كقاعدة… نجد في العربية أن كلمة "بيت"رديف لبنيان الكعبة، وفي العبرية كذلك تعبير عن الهيكل".

من باء حجر الزاوية في أعجوبة الخلق تولّد مبدأ الأبوّة (أب ـ بابا كتكرار) النّابع من مملكة الروح، وأنجب أيضا مبدأ البنوّة في تركيب "إبن في اللغتين العربية والعبرية (باء الروح+ نون الألوهة روح الإله، أو روح الرّوح) ولكن ثراء اللسان البدئي لا يتوقف عند هذا الحدّ، ولكنه يجود علينا بمفاجأة أخرى.فكلمة روح المستخدمة في اللسانين العربي والعبري تركيب تقول ترجمته :"أرومة الميلاد"، أو "أصل الوجود" (راء القدمة + واو الميلاد، أو الوجود، والحاء إبدال من الألف المهموزة)". المصدر نفسه، ج4.ص ص119، 122،123.

[19] "موسوعة البيان"، ج4، ص ص.21-22.

[20] "موسوعة البيان"، ج،1 ص ص.145-146.

[21] المصدر نفسه، ج4، ص 24-25.

[22] موسوعة البيان، ص.27.

[23] المصدر نفسه، ص ص. 29-30.

[24] المصدر نفسه، ص117.



هناك تعليق واحد:

  1. أرجو أن يجد الجزء الأول من دراسة قراءة في موسوعة بيان في لغة اللاهوت للأديب إبراهيم الكوني طريقها إلى القراء، والباحثين.

    ردحذف