هذه الليلة، لا نص لي. حروفي ترتعش، ربما هي لا تجيد الحديث في النهايات، ربما تتحسس عبارة لا يجود بها السياق. لا يمكن للحرف ان يعوض نظرتي، لا يمكن للمعنى أن يلبس دفء جسمي المرتعش. ليست النصوص أوراقا، انها كائنات حية، شحنت بلحم أصحابها. ونصي هذه الليلة يطبخ الفراغ، ويبحث عن ثريد من المعاني. عندما ترتعش الفرائص شوقا، فإنها تصمت عن الكلام. عندما تغني شراييني شجنا فانها لا تحتاج إلى ألحان. ربما أخبرني الكون، نعم أخبرني الكون في منامتي الأخيرة ان أمتعة السفر جاهزة، وأن الإقلاع إلى موطن الحلم والسلام سيكون قريبا. لم يتفاجئ حذائي عندما أخبرته، فقد ضحك من قولي، وشرح لي كل المواويل.
أنا لا أخشى المسافات، بل هي التي تخشاني. تحررت من مفهوم البعد والقرب، بلمسة قلم ينوجد كل ما أريده أمامي. علمني الحرف ان الوجود ينبسط أمام العاشقين للحبر واللون والمعنى. وان النور الذي ينسكب في مقلتي، ينتشر وفق ارادتي وحيثما وجدت.
كانت الكتابة صديقتي الأولى، علمتني جدتي أن أكتب وانا أحلم، وأنا انصت لخرافاتها العجيبة. تعلمت التفكير عندما ارسلوني اول مرة لاجلب الماء من البئر. فحادثت الدلو، ورأيت صورتي في المياه بالألوان. ثم غنيت فكان صدى صوتي في عمق البئر يعود الي سنفونية عجيبة.
كانت طفولتي جمعا للمعنى والزيتون. وكان جني الزيتون رحلة الى عمق الأرض الصادقة. امتلأ انفي بروائح التربة الكريمة. وتعلمت أن اتصدى للذئاب وأنا اتجول في فيافي الحروف....
د. فوزية ضيف الله..
نص غير صالح للبث

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق