الأحد، 7 فبراير 2021

بُعْدُ الحبيب ... (من غَزَل الشّباب) بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

 بُعْدُ الحبيب ... (من غَزَل الشّباب)

بَعُدَ الحَبِيبُ وحُبُّه لم يَبْعُدِ
مُتَجَلّدًا وصَبَابتي لَمْ تَجْلَدِ
أَتُرَاهُ، عَمْدًا، شَاءَ هَجْرًا فَانْثَنَى؟
لِيُذِيقَنِي كَأْسَ الغَرَامِ الأَرْبَدِ
أَتُرَاهُ، نُور البُرْءِ مَا شَاهَدْتُهُ
في عَيْنِهِ أَمْ كَان بَرْقَ الأَحْقَدِ؟
أَتُرَاهُ، ثَغْر العَطْفِ ما شاهدته
أم كان ثَغْرَ النَّاقِــمِ الـمُتَـهَدِّدِ؟
أمن الهوى تبكي ؟ يقول عَوَاذِلي
ولقد عهدنا أن نراك فَنَقْتَدِي
ذهب الهوى من نظرة ألقيتها
عَرَضًا، بِلُبِّكَ والنُّهَى المُتَوَقِّدِ
وتفتتت منك الحُشَاشَةُ زَفْرَةً
فتقول "آهٍ" دُونَ "أُوهِ" الأَكْبَدِ
وتَمُوت سِرًّا بالهوى دون الوَرَى
وحبيبك النّشْوَانُ حُرًّا يَغْتَدِي؟
تَبًّا لِرَبَّاتِ الحِجَالِ وضَرْبِهَا
باللَّحْظِ أَرْبَابَ العُقُولِ المُجَّدِ.
فأجبتهم والدّمعُ بَلَّلَ وَجْنَتِي
مُتَسَاقِطًا كالدُّرِّ أو كالعَسْجَدِ:
كيف التّصبّر والحبيب بغفلةٍ
عنِّي وكَتْمِي للهوى مُتَوَعِّدي؟
كيف التّصبّرُ والهوى في داخلي
مُتَمَكِّنُ الأنفاس والفم واليَدِ؟
كيف التّعلّلُ والتَّصَبُّرُ نَافِذٌ
لا شَكَّ في اليوم القريب أو الغَدِ؟
وحُشَاشَتي لَمْ يَبْقَ فيها دَاخِلِي
إلاّ فُتَاتًا قَلَّ أَنْ لَـمْ يُفْصَدِ؟
لو أنّ حِبّي باعني صَبْرًا حِجًى
بِطَرَائِفِ الأَحْلَامِ ثُـمَّ الأَتْلَدِ
لَقَنِعِتُ منه بنظرةٍ في حٍجَّةٍ
أو همسةٍ من طيفه في المَرْقِدِ
وتقودني رِجْلَايَ، إنّي هَائِمٌ
لِمَكَانِهِ، فَمَكَانُهُ هو مَعْبِدِي
وتُسَمَّرُ العَيْنَانِ فيه كَأَنَّـمَا
نَسَجَ الإِلَهُ السِّحْرَ فيه باليَدِ.
من لي بِخِلٍّ أشتكيه صَبَابَتِي
فيجيرني؟ من لي بشخصٍ مُوْفِدِ؟
من لي بطيف في المنام يزوره؟
فيريه حالي بعد عِزِّي الأَتْلَد؟
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
خواطر : ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق