...
~~ مسار ~~
تهرولُ الحياةُ داخلَ استعاراتٍ
من الوجود وفكرُها يعبر
كلَّ الحدود بلا جواز وصوتُها
يعلو بلا كبائر أو نشاز
عَبر مزمارٍ حكيم كحكمةِ الريحِ
على رؤوسِ قصبِ السكّر
حتّى هزمَ اللينُ والحلاوةُ
كلّ منكَر .. وابتدأ البيان
في وجه النكران فذكّر /
رحماك ربّ الأرض والسماء
هل سنفوز يوما ما
بجِلدِ البلاغةِ الجوفاء
في حياةٍ مُستعارةٍ صمّاء
كمثَلِ شمسٍ عزباء
تنتظر من سيلقفُها
من السماء ليفوزَ بِودّها
في ذكرى الأجدادِ والأمجاد ؟
متى نفقه ترابا وماء
أو رياحا وهواء
متى نكُف عن زيادة
الطين ماء حتى ننقذَ الزرعَ
وننقذَ الشمسَ من الانهيار
فلا ينهار البناء ؟
هل ستشرقُ الشمسُ
من عينيْ شهريار
لِينقذَ الصبحُ شهرزاد
من الانهيار
فتملك حقّ الاختيار
في وضحِ النهار
وتعود مياهُ الأنهار
لتسقيَ الأفكار
وتعيد للحياة كنفَ
الاستقرار ؟ بعد سبع عجاف
لمْ نفسِّرْ فيها الرؤى
ونحنُ نبحثُ عنِ التأويل ؟!
فأيُّ شيءٍ يُقال بعد كل ما قيل
أبَلَغَ الكلامُ ما قلّ و دل ؟
فأجابَ السؤالُ عن السؤال
وأصابَ عينَ المقال ؛
هل سيقصُّ الاستقرارُ
أجنحةَ الخيال ؟
هنا ترنو الأفكار
صوبَ الأفقِ المديد
في خطِّهِ المستفزِّ
لِعينِ البصيرة
كشعاعٍ يحضنُ السماء
حين يغفو الخيال
ننثر أوراقَه في الفضاء
ليبدأَ الحلم هناك
هناك صوب الأفقِ المديد
نرى رؤوسَ أقلام قد لانت
وتواضعت ولمْ يحنْ قطافُها بعد
وإنّ الفكرةَ لَصاحبتها
وإنّها لَترى الأفقَ البعيدَ يَلوح
بين السحب والضباب
وإنّها لَتتحمّلُ الشرّ بِثقلِه
وتحذوهُ بِنعلِها وتجزيه بِقلمِها .
ها هناك يُبعثُ مثلّثُ التغيير
بِاتساعِ المدى
يغزلُ عبقا من نور
يناجي العَرِيَّ لِيلقفَ
الصدى، ويستحثُّ الخُطى
على ترجمة الفوضى
إلى تناغمٍ لمواكبِ الأنوار
في انسجامٍ مع مثلّث
الحياةِ من تراب
وماء وهواء…
من خصلات الأفقِ الفسيح
نغزل عبقا من نور
يستفزُّ القيود
ويستجيرُ الصمود
في وجه الانتظار
فينبعثُ الحلمُ من جديد
من سباتِ الليلِ والنهار
كَقبسٍ من نار
يزفُّ الروحَ
من شمسٍ إلى شمس
ومن عرسٍ إلى عرس
في موكبٍ يُلهمُ الألبابَ
والأبصار …!!
أحمد بوحاجب ، تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق