سلسلة : " حديث النفس " 🥀❣
عشت دائما في جسد غير جسدي ،
عندما أقف أمام المرآة
لا أراني " أنا " الكائن اللطيف
الإنسان ، بل أراه " هو " أمير
الظلام .. السفاح .. سفاك الدماء
مغتصب العذارى المراهقات
المجرم الهارب من القانون
العميل النشيط لدولة " لوسيفر " ..
منذ الأزل والخليقة تقدم له
القرابين طقوس المعبد المجوسي
أكثرهم يؤدون له الشعائر لاشعوريا
حتى أنهم يسلمون له مفاتيح
البيت ويقتسمون معه المطعم
والملبس والمركب والنساء
والولد .. كي يبارك خبزهم
ونبيذهم .. منذ الثورة وقعت
معه على معاهدة هدنة وسلام
كي لا يقرب أراضي وممتلكاتي ..
حيث يمتلك اللعين أكبر حصة
في المملكة .. ولأني أجد متعة
خفية نشوة لذيذة .. حلوة متمردة
في أنشطته .. مشاريعه وهواياته ..
وإن كنت متحفظ بلباس الإيمان
والمكارم الخلقية حيث أجدها ثقيلة
مزعجة .. مضايقة .. أقول لا .. لا ..
هذا لست أنا .. كأني أكذب يقينا
علي ..!! أو أؤدي دورا مسرحيا
لإرضاء الجمهور .. ثم فتحت خزانة
الأقنعة وألوان البهرجة لكل فصول السنة
والمحطات والصفحات والصور ..
أنا طبيعة متعددة الأشخاص
ومتقلبة .. الفاجر النجس هو
الوحيد فقط الذي لاينافق دائما
نفس الوجه والرائحة منذ الأزلية
ناري المادة حيث تقبل شخصيته
وصفاتها اللعينة الظلامية
وتحمل مسؤولياته والتبعات ..
للأسف أنا دائما تتغير ملامحي
إنه تأقلم الأشكال الألوان مثل الحرباء ..
أكثر شيء أتقنه هو التمثيل ..!!
الهروب .. الخوف من المواجهة ..
ماذا يعتقدون الآخرون عني ..؟
ما الصورة التي أعطيها في
معرض الفنون الجميلة ..؟
نحاول جاهدين بذل أقصى
جهودنا .. والإبداع لإبهار ونيل
الإعجاب .. لإعطاء الصورة المثالية
الراقية المثيرة الساحرة الجذابة ..
البحث عن رضا الآخر ..!! لكن
المشكل هو فقدان الهوية الذاتية
تتلاشى تتبخر النسخة الأصلية ..
مع مرور الوقت تكتشف الخدعة
التي نسجتها أنامل أمير الظلام ..
بكل بساطة كنت بيدقا في لعبته
الشطرنج .. كل عقود الشركة
عليها توقيعي .. يعني باختصار
الوعي واللاوعي كانا دائما
حاضرين في الأرض المحرمة
على دراية بكل ما يجري داخلي ..
حراس الفضائل النبيلة باعوا
المبادئ لأجل الهوى .. الشهوة ..
تركوا الضمير مسجون تحت الرقابة
المشددة .. بالكاد نتواصل بسرية
تامة بإشارات " مورس" ريثما
يسترجع عافيته وحتى لا يكشف
أمرنا لخزنة العذاب .. أما الخليقة
فكلهم عميان ، لا يرونه مثلي ،
يعاملونني معاملة الملك الأمين ،
تجنب أشعة الشمس الساطعة
أمر ضروري كي لا تضر اللعين ..
يعلم عني كل شيء .. وأنا بعض
القصص المسلية لتنويم الصبيان ..
أو أفلام رعب ذلك الراهب العابد
وهو يحاول إخراج المارد من روضة
الأطفال .. إنه تكرار مراسيم قدسية ..
أراه يضحك عند سماع التراتيل
الخارجة من أوعية فارغة من
ماء الصدق والصفاء والطهارة
لا تزحزحه قيد أنملة .. كمن تدغدغ
رجله بريشة ناعمة .. ببساطة
يعرفهم بسيماهم لا يخفون عليه
غلاف أنيق و رواية عفريت ..!!
وإن كان هو العدو اللذوذ إلا أنه
مدرسة بالنسبة لي معه عرفت
الشر والظلام والخراب والجحيم ..
لو لم أطلق العنان له .. والتقليد
الأعمى في اتباع حركاته رموزه
وتفكيره لما رأيته واكتسبت القدرة
على التمييز بيننا .. اعرف عدوك
قبل صديقك .. الظلمات والنور
العيش تحت سقف واحد لا
فرار منه .. لا مجال لاستأصال
الورم الخبيث اليوم قد يؤدي
لنزيف داخلي .. القاتل الخفي
الموت البطيء .. لا .. لا .. يا عزيزي
شكرا .. الأولوية المحافظة على أمن
الدولة .. هذا أمر واجب وصحي للغاية ..
ربما أنتصر عليه يوما ..!! انتظار .. انتظار ..
قريبا ..!! مولد المخلص الموعود المجدد ..!!❣❣
@ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "
18/02/21

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق