الشهيد
يا قاتلي لن تستريح بقتلي
موهوم أنت
ظننت أنك أخمدت صوتي
لكنك فككت
حصاره
فمن شكري أطلقت مليون شكري
وصنعت للوطن
ثواره
هللت وكبرت
وأعلنت كفري
نعم أنا كافر
بكرهك للجمال كافر
بعداوتك للحياة كافر
بتدجينك للأنوثة كافر
ببؤس الجياع كافر
بثقافة الموت كافر
كافر بعقلك
وأفكاره
هو ذا قبري يشع نورا
وأبعث منه أفواجا أفواجا
وأرتفع من تحت الأرض
مناره
قتلتني لكن سيدور الزمن عليك
ولن تسلم من
دواره
سأقض مضجعك
سأشتت شملك
سأرعب نومك
سأرهق خطوك
بئر الثورة سأفجر
قراره
عندما يشتد صداي داخلك
عندما يهب الشعب ثائرا
عندما ترتفع راية العلم
في القرى في البراري في المدن
ستدرك أنني لم أذهب سدى أو
خساره
وجسري الذي حطمته ببصيرتك القاتمة
سيصبح مئات الثنايا
ويحرمك من البصر
غباره
يا قاتلي مرورك على أضلعي
سيصنع منها جسورا من المكاتيب
ويطلقها جيوشا من الحروف
ويصوغ منها العبر
والعباره
دمي الذي أرقته
سيرتفع غيمة على رأسك
تمطر الثورة
بغزاره
يا قاتلي إن نهشتني بأنيابك
فقد أخطات وأدخلني فمك
وغدوت فيه الظمأ
والمراره
نعم مررت على جسدي برصاصك
لكن ضميري الحي لا حقك
ورد اعتباره
ستظل صورتي محفورة
في صوت الجياع
في نطق الفقراء
في لهيب الشباب
في منجل الفلاحين
في عرق العمال
في وحي الشعراء
في هبوب الشرفاء
في هطول المثقفين
في ثورة الوطن
وانتصاره
حنان بن عامر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق