الثلاثاء، 2 فبراير 2021

عروس مولد .. بقلم الكاتب فتحى عبد العزيز محمد

 عروس مولد ..

" ملامُحها النجيباتُ العوالي
تميلُ الشمسَ عن وجهي قليلا
وتحجبُ غيرَها لتمدً ظلّاً
-إلى أطراف أغنيتي- ظليلا
فلا شمسٌ ولا ظلٌّ سواها
ولا أحدٌ يشارِكُنا المَقِيلا
يخافِتُها الضياءُ هسيسَ معنىً
فتسكبُه بكأسِ الشِّعر قِيلا
كأنَّ الكأسَ قد سَكِرَتْ ففاضَتْ
تعربِدُ في سهوبِ الروحِ (نيلا) "
الشاعر " أسامة سليمان "
على أطرافِه اخضرَّتْ رؤاها
"ضيقة هي الدنيا ، ضيقة مراكبنا ، للبحر وحده سنقول : كم كنا غرباء في أعراس المدينة "
وأسيني الاعرج
حقيقى لا أدرى حتى الان هل هى ضربة حظ , أم وأحده من أغرب وأسعد الصدف الجميلة العجيبة .. , التى جمعت ذاك اليوم بين أخى الاصغر " طلال "وصديق عمرة اوخلة الوفى " حسام " , وفى وأحدة من أكبر الصدف والصداقات الاخوية المنزهة عن الهوى والغرض , والتى مازلنا نعتز ونفخر بها حتى الان , وكنت لوحدى أتساءل دائما وأنا حقيقة مستعجب ومستغرب , يا ترى هل هبط علينا هذا المدعو " حسام " فجاءة من السماء الفسيحة الرحبة دفعة وأحدة , أم أنشقت الارض الطيبة الحنون وأخرجتة لنا ولشخصي الضعيف كهدية معتبرة لاتعوض .. , ولا حتى بمال وكنوز الدنيا جميعها .. .
فمنذ فشل زيجتى الاولى حقيقة المرتبة من قبل الاهل لاسباب عديدة خاصة يطيل المجال لذكرها , لم أفكر بعدها أطلاقا فى موضوع الزواج أو خوض نفس التجربة الفاشلة مرة أخرى , كما أنني لم أجد بالطبع حتى من يشجعنى عن وعئ وقناعة للقيام بتكرار تلك التجربة الحمقاء , سواء من الاخوان أوالاهل أو أى أحد آخر فى عائلتنا الكبيرة المحافظة , الا هذا المخلوق المدعو " حسام " صديق أخى اللدود , فأنبرى لى فجاءة محرضا ومشجعا ومناصرا بقوة لخوض التجربة مرة اخرى , ومما زاد دهشتي أن يضع فى نخوه وكرم حاتمي مشهودة كل أمكانياتة المادية والشخصية تحت تصرفى ورهن أشارتى . , للمضى قدما فى أتمام مشروع أو موضوع أرتباطى والذى أصبح الان قاب قوسين أو أدنى , وأنا أستعجب لجراءتة الغير عادية وشهامتة التى فاقت الحد والوصف , حتى سيارتة الخاصة وضعها تحت تصرفنا أنا والعروس وطيلة أيام العرس وخلال أيام حتي شهر العسل .. , وحتى أنفضاض أيام العرس السعيد البهيج .
بعد أنتهاء موضوع وأيام العرس , جاء لنا تلك الظهيرة القائظة في زيارة خاطفة للسلام والاطمئنان , لاول مرة وبعد أنتهاء العرس مباشرة وبينما كنت مشغولا بعمل ما بالدخل , طرق باب الحوش الكبير ففتتحت العروسة نفسها على أستحياء , كانت بالطبع قد أنتزعت ذاك المكياج الذي كان يظلل ويكحل عينيها , وذاك الهيلمون الطاغي وهالة العرس الاولي المرسومة على وجهها.. , فبداءت أو ظهرت لة بملامحها الطبيعية العادية بلا رتوش أو بهرجة ملفتة , والشيء المستغرب له أنة لم يعرفها على الاطلاق أو " طرطشت " , علية صراحة كما يقولون .. .
ـ فسالنى مستعجبا بسؤال برئ ساذج , بعد فترة مازال يزهلنى :
ـ أااهذة هى العروس .. نفسها ؟؟ اا, أجبتة سريعا :
ـ نعم .. هى العروسة بنفسها وجلالة قدرها ... ماعرفتها يعنى .. ولا شنو.. ؟؟اا "
فارتسمت على محياه حيرة وعلامة أستفهام كبرى , لاقول لة . وأخارجة حتي الحرج والمازق الذى أدخل فية نفسة بلا جريرة :
ـ نعم هى العروس ياصديقي العزيز .. وبلحمها ودمها ؟؟اا , .. وأنت شن قائل الكان اليوم داك كلة .. , لاواصل بأمتعاظ :
ـ داك يا حبه .. ما كان بوية وفانتازيا .. , وزينة عروس مولد ساكت .. ؟اا .
بعدها لم أستغرب بتاتا , عندما وضع على شفتية أبتسامة عريضة باهته , أزالت عن كاهله كل هذا اللبث والحيرة بل بعدها مباشرة وضع علامة تعجب واستعجاب ودهشة آخري كبري , لتكسوا محياة وهو ينظرا بعيدا .. بعيدا .. بعيدا , لعلة ذهب يستحضرا صورة خطيبتة وبنت عمتة زوجة المستقبل " توتا " المعروفة بشغفها الهائل والدائم بالمكياج والمكساج الصارخ الكاسح .. , وحتي لاخفف علية وقع الصدمة , وهو المقبل بعد عدة أيام قلائل .. على زواج الميمون , لاقول لة :
ـ ما أصلوا العرس كدا يا صاحبى .. ؟ أنت فاكروا شنو يعني .. ما قوة قلب ساكت .. وكسر رقبة ؟اا
.. بس شنو يا صاحبي . قوى قلبك وخش طوالى .. , لا تتردد ما الحياة أصلها حظوظ
والمكتوب قالوا " على الجبين .. لابد يبين .. " , وبالمناسبة وبصراحة شديدة أخد الموضوع take it easy
كدا ببساطة شديدة .. , لاضيف :
ـ كمان شىء آخر يا حبه .. وبعدين نحن المغتربين ديل بالذات ولما الواحد فينا يعرسو لية كدا وكسر رقبة , ويسافر .. وما يرسل أو يضرب أو يذكر أحد .. يقولو ليك :
ـ مالو العريس يا أولاد أمي .. ومن ما سافر لا تانى رسال .. ولا ضرب .. ولا ذكري ساكت ما أذكرنا ..الحاصل شنو يا كافى المحن ؟؟اا
عندها فقط , أنفجرنا سويا ولوحدنا فى نوبة ضحك عارمة , أحلف جازما بأنها لوقسمت يومها على أشقياء أو حزانا كل العالم لسعدوا, بعدها خرج وهو لا يالوا على شىء , ولكننى متاكد تماما بانة كان يقول بداخلة :
ـ حلوه .. حلوه منك .. وتحدث دائما فى أرقى الزيجات ..اا " .
تمت ,,,
فتحى عبد العزيز محمد
ـ سوداني
جدة ــ حى الصفا ـ دوارالطيارة
2/8/2015م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق