....بريئ رغم جرمه....
قاضي الهوى:
ما هو جرمك؟
جرمي، أنني طرقت كل أبواب القلوب، فيهم من تعجل لفتح الباب وفيهم من تريث وبقي ينتظر...
التفت القاضي مستغربا الى من حوله:
وهل هذه جريمة؟
سيدي، كل من فتح لي باب قلبه، لم يستطع غلقه رغم الألم، كنت أرى الكثير منهم يلتوي ويتخبط في فراشه، مثل حية في جحرها، أرى دموعهم براقة تحت ضوء القمر، وهم يقفون في الشرفات يراقبون نوافذ عشاقهم، رغم الدمار الذي أحدثته بداخلهم، إلا أنهم لم يرافعوا يوما ضدي، متمسكين باحرفي القليلة، كمن يتمسك بالأحجار وكل جماد حين الغرق..اشفقت على حالهم، كنت أسمع أنينهم من وراء الجدران، وبكائهم في آخر الليل مثل الأطفال، كنت أراقب انطفاء ملامحهم، مثلما ينطفئ نور شمس الغروب، وراء الجبال كل مساء، بل وحضرت لبعضهم يقف على حبل المشنقة، إلا أنهم بقوا مبتسمين إلي، وهم ينزفون دماء وردية...
القاضي: احضروا الشهود
فقام أغلب من في القاعة رجال ونساء...ابتسم القاضي وردد.. أنا قاضي الهوى والعشق قاتلي...رفعت الجلسة..
صالح عزوز/ الجزائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق