الأحد، 7 فبراير 2021

الطلاق العاطفي بقلم الكاتب الأردني / حسام القاضي

 الطلاااااق العاااااطفي

أعلم أن من سيقرأ هذه السطور ( لن يٓنظُرٓ لاسم كاتبها )، بل سٓيٓهُمُّه ما في فحواها، وأعلم أيضا أن حروفي غابت بعض الوقت عن العيون لانشغالي بدراستي العليا، لكن العود ها قد حصل ولعله أن يكون أحمدا .
الكاتب الأردني /
حسام القاضي .
أتذكر قبل البدء بالحديث عن عنوان المقال - الطلاق العاطفي -، أتذكر وصفا من أستاذي الجامعي ( الدكتور أحمد عربيات ) قاله بشأني، قال لي - قلمك السيال - وهذه شهادة أعتز بها، أتذكر أيضا نبرته عندما كان يتحدث عن الطلاق العاطفي، فتور العلاقة الدافئة بين شريكي الحياة بالرغم من وجودهما مع بعضهما، لكني كنت أقول أنه من الطبيعي أن تتفاوت درجات الشد والجذب بين الأزواج لكن المهم أن يستمر مسير المراكب ولا يتعطل .
كان يزعجني صمت الدكتور عن كثير من أطروحاتي ( وكنت أصارحه بانزعاجي )، وطلبت منه مرارا أن يُصوِّب آرائي أو يُعززها، مزعج كان صمته كان يُوحي لي بشيء من الكآبة الذاتية، كنت أقول لنفسي لو كان كلامي صائبا من وجهة نظره لعززني أمام الزملاء، لكنه كان يسمع رأيي ولا يُقاطعني وينتقل من بعدي لزميل آخر ؟.
ذكرني موقف الدكتور حيال آرائي بنظرية تُدعى ( الأسطوانة المشروخة ) وتعني أن تترك المتحدث يتحدث ثم تتجاوزه وكأنه لم يتحدث، وكأنك لم تسمع شيئا، هكذا تصله رسالة ضمنية مفادها أني لا أعتد بقولك وسمعته تأدبا مني !.
بالرغم من مرارة هذا المفهوم لكننا بحاجة ( لاسطوانات مشروخة ) تلجم سفاهاتٍ وتُراهاتٍ باتت تٓسُف حياتنا وتنسف أبجديات الإحترام بينا، حيث بات التطاول عنوانا، والإساءة نيشانا، ونبش ما في القلوب أذىً فاح نتنه لحتى أن رائحته تفوق الغازات التي تُصدرها الأدبار صباح مساء !!.
لم أكن أعلم يومها ما المقصود ( بالإسطوانة المشروخة ) لكنه العلم الذي يُنورك والعلماء الذين يصححون لك المسير، وهنا أزجي تحيتي لسعادة البريفيسور محمد السفاسفة الذي ترك في عقلي نبرة صوت لا تُنسى، لكم تحتاج المجتمعات لآراء العلماء عل انفلاتها منقطع النظير أن يجد من يوقفه، فلقد استبدلوا الآراء التنويرية بالتفاهات المُنحلة التي قطعت أوداج كل معقول وساقتنا نحو سماع أصوات ما كان ينبغي أن تكون ! .
يااااه لقد ابتعدت كثيرا عن عنوان المقال ( الطلاق العاطفي )، فكثيرا ما نبتعد عن أهم العناوين بلا مبررات ولا مسوغات، فلماذا الفتور بين الأزواج : هل مللتم الأطباع والإنطباع، هل بِتِّم لا تطيقون حتى الكلام مع بعضكم بعضا، هل باتت أجسادكم تحلف الأيمان أن لا تلتقي، كما هو الحال لدى عقولكم التي تصلبت وتحجرت وتغلغلت وانغلقت عما فيها من أوهام، لٓعٓنتم الجمال الذي كان يسود، وطعنتم الإحترام الذي ينبغي لنا أن يقود، وسلّٓمتم الزمام لمن قادوكم نحو الجفاء وكأن الحياة كانت يوما سطوراً عنوانها فقط الود والوئام ؟.
لم يغير تجاهل الدكتور لبعض آرائي من قناعاتي، ليكن الجفاء لكن لا يتحول لنقماء، ليكن العزوف لكن لا يُصبح منوالا وميجانا وأوف، ليكن الإلتقاء محدودا لكن لا تُحوِّلوهُ ديدناً وكأني بالفراق شهدا منشود !.
من يُقنع العالم بأن الانحطاط دربا مرفوض، وأن الناعقين بالتفاهات هم أعداءاً لكل خير أذابته الرضوض، وأن سيمفونيات النشاز يرعاها الحاقدون على كل فضيلة تشربناها في الصغر وتعلمناها في الكِبٰرِ، وعلّٓمناها لأجيالٍ واعدةٍ علها للراية ترفع مجددا فما عُدنا للتباب نستطعم، نُريد خجولات يٓعُدنٓ للخدور ويتزينّٓ بالعفةِ سبيلا للكبرياء والفخر لا الفُجور .
( الطلاااااااق العاااااااطفي )
- شكرا دكتور أحمد عربيات -.
Peut être une image de 1 personne et texte

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق