الجمعة، 11 سبتمبر 2020

حين يصوغ الشاعر التونسي القدير جلال باباي أشعاره بحبر الرّوح..وبدماء القصيدة..أعذروه إن ظهرت بعض الجراح على سطوره.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 حين يصوغ الشاعر التونسي القدير جلال باباي أشعاره بحبر الرّوح..وبدماء القصيدة..أعذروه إن ظهرت بعض الجراح على سطوره..

حين يجول القارئ المتمعن بين النصوص الشعرية للشاعر التونسي القدير جلال باباي لا بد أن يدرك أن النصوص عبارة عن دوامة حركتها عاصفة قوية،وأن -سيد النصوص -مرّ بمراحل مختلفة في حياته،فمر بالشك والألم والأمل والحب والإيمان،وفي كل المراحل كانت تطرح التساؤلات على الذات لعل هذه التساؤلات والحلول تكون المركب للوصول إلى المرفأ..
وهنا أقول: الشعر من الشعور،والشاعر من يمتلك أن تنزف روحه ليعبر عن الألم والأمل والحب وكل المشاعر الإنسانية بتناقضاتها،ففي كل لحظة يمكن أن تبوح الروح بنزفها،وبالتالي لن تخرج الروح ابدا من فضائها الذي تجول به حاملة مشاعرها..
وهنا أختم: عندما تحرضنا الأشياء من حولنا على الكتابة..يكون بداخلنا شيء يتحرك يريد أن يخرج للسطح ليشاركنا به الآخرون.
قد يتفق الجميع على أن لاشيء يحرضنا على الكتابة مثل الوجع.. هذا القاهر الذي يجبرنا على تشويه الورق الأبيض بالحبر الموغل بالألم والوجع.. فهو يكسر قيود الصمت ويبدأ بضخ الحنين لتصوير الوجع الساكن أوردتنا إلى كلمات،يتحول بعده إلى مائدة دسمة للقارئ يترنم على صوت الوجع المحلق بين السطور ويحاول كشف أسبابه.
فهل أكثر من هذا لعنة ترافق الشعراء؟
ويظل السؤال..حافيا عاريا ينخر شفيف الرّوح
تابعوا معي هذه الشذرات الموجعة التي خطتها أنامل جلال باباي المرتعشة من الوجع..والقابضة في ذات الآن-يثبات- على الحرف:

«الآن وهنا أتكئ على وتدين» و«خانتني صيف المسير يسراي» و«أنا طريح الرصيف كسير»

«أعيدوني مترجلا إلى دفء منفاي
مللت دثار الفراش»
وهو يكتب فراش المرض والعزلة:
«أنا ماكث فوق ربوة الفراش يتيما
يلازمني نزر من وريقات عذراء»

محمد المحسن
(طهورا..يا جلال)

L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan
L’image contient peut-être : Jalel Babay, debout et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق