هذا الوجه
هذا الوجهِ لا يشبهني ، يذكرني برجلِ القمامةِ الأنفُ مكورْ والشاربِ يغطي الشفتينِ يخفي خلفهُ أسنانٌ منخورةٌ ولسانٌ سليطٌ ، هذا الوجهِ وجهَ رجلٌ مشطورٌ لنصفينِ ، نصفُ للنهارِ والأخرَ لليل، نصفِ النهارِ يتملقُ الكلمةَ بخطابةٍ، نصفِ الليلِ يسامرُ الغانياتِ ويلوكُ الأضواءَ البراقةَ ، هذا الوجهِ يلاحقُ إعلاناتِ الشوارعِ وعناوينِ أفلامِ السينما . يلبسَ قناعُ رجلِ السيركِ ويتقافزُ على كلِ الحبالْ ، يرافقَ الهوليوديونَ وخادماتُ البيتِ الأصفرِ ، يصعدُ على منابرِ الوعضِ وعلى مسرحِ التراجيديا ، هذا الوجهِ يتقلبُ ويتلونُ بألوانِ الطيفِ كألعبان محترف . هذا الوجهِ يذكرني بوجهِ رجلِ الدينِ حينَ يستجدي الرحمةَ للأمواتِ وتشييعِ المغادرينَ ويخزنُ القبحُ بداخلهِ ، هذا الوجهِ وجهي أنا لكنهُ لا يشبهني . . .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق