الاثنين، 28 سبتمبر 2020

ابنُ الشهيد بقلم الشاعرة زهرة الحوّاشي .

 ابنُ الشهيد

أيّها الْجلاّدُونَ
أ لمْ تعْرفوني ... هَا أنَا ذَا !!

أ لمْ تقْرأوا في شُعاعِ عُيوني
وَصَاياهُ التي أوْرَثنيهَا
و قد غَدَرتْه رصَاصاتُكُم
يوْم قال : عِيالي جياعْ !!!

يوْم قال: صِغاري
يَموتون في اليومِ عشْرين موْتًا !
يمُوتون عنْد طلوعِ نهاري
لبؤْس يروْنه عفّر وجْهي
فبَانَ هُزالي و زادَ اصْفراري !!

فَيبْكونَ في صمْتهم منْ شقائي
يصُدّونَ عنْ أنْ يقولُوا كأطْفالِكم :
"أبي حاجتِي اليوْم مالٌ
لأقْتنيَ ملْبسًا للشّتاءْ

و أنْ أدرُسَ ما يُنمّي عُلومي
فإنّي أتُوقُ لِمجْد الْعُلاَ
أبي أيْنَ ما قدْ وعدْتَ
فها قدْ تألّقْتُ ! زاد اعْتباري!!!"

صِغاري يموتونَ برْدا وهمْ في الطّريق
لكيْ يَبلغوا الدّرسَ و المبْتغى
و قهْرا يموتونَ في القسْم لمّا
تُزَوّرُ أعْدادُهمْ يُدْحَرونْ
لأنّي عجزْتُ على دفْع قسْطِي
مِنَ الإرْتشاءْ !!

صِغاري يَموتون فَقْراً
يَموتونَ سُقْمًا
و لا أسْتطيعُ اقْتناءَ الدّواءْ
و كمْ قدْ قضيْنا اللّيالي
جياعًا عراةً و ما مِنْ غِطاءْ !!

و قدْ مِتّ ألْفًا و ألفًا و ألْفًا
إذِ اٌضْطرٍني اْلحالُ أنْ اسْتعينَ
بأكْبرِهم حتّى هاجَر درْسَه
و قَدْ كان أذكى مِنَ الأذْكياءْ !!!

قتَلتُم ابِي و هْو يهْتفُ بِاسْمِي
وَ مِنْ أجْل خُبْزي
وَ منْ اجْل دَرْسي
وَ كُنتُ صغيرًا
وَ هَا أنا أكْبُرْ !
وَ في كلّ يَوْمٍ سأكبُرُ أكثرْ
وَ حتْمًا سيَشْتدّ عُودي وَ أثْأرْ !!
زهرة الحوّاشي .

L’image contient peut-être : une personne ou plus et personnes debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق