يا دائِيَ العضال
وأتي ليل آخر .. ولم يأتي غيابك
بهت حتي لوني الأسمر وأنا عالقة علي
شرفة الشغف .. مثل وريدة
إنثني عودها .. ولم ينكسر
فلا هي سقطت .. ولا باقية ظلت
سأبقي هنا .. يكبلني شوقي وأشتياقي
بقيود من صمت .. في كبرياء أنيق
لعل الفجر .. يكون أحن عليّ منك
ويحمل إليّ الفرح الذي يشرق ربيعه من عينيك ... فتزهر الورود في جوفي ..
وإن مرّ ليل آخر .. ولم تأت
سأغفو بداخل جسدي .. وأعانق نفسي
فهي وحدها تدفئ تفاصيلي حين
يرتعد خوفي من صرير نواح السواقي بعد
أن يجف ماؤها .. ويتشقق جوفها فتجلس
تنوح مثل انثي .. تثكل زوجها
سأبقي معها يا سيدي أشاطرها لحن أنينها
حتي يملّ مني الإنتظار. ..
وإن أتي ليل ثالث وانت هناك .. أيضا
سأبقي لكي أمسح دموع البحر
حين يبكي معي غيابك
فالبحر مثلي طفل .. عندما يبكي
تهرب أمواجه الثائرة وترمي بنفسها علي
رمال الشاطئ .. وتدفن جنونها هناك ..
إكمل غيابك يا سيدي .. ولا تبالي
ودعها تتوالي الليالي
فأنا .. ذات عهد
كتبت حروف إسمك .. علي خدود قلبي
بقلم شفاهي .. الأحمر القاني
لكي تبقي وشم عليه ... ولا تزول
فأنا يا نادر الوجود .. قدري أن أعاني
من داء عضال إسمه ... أنت
.. الهام حمدي ..

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق