الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

حفلة ختان القمر بقلم*حيدر غراس*

 حفلة ختان القمر ............................

1
جف النهر..
فاض النهر..
لغط يتكاثر هنا
الملح تخلى عن لونهِ
أهداهُ زبد البحر..

عاش الشجر
مات الشجر
خريف تقادم هنا
الربيع تخلى عن مقدمهِ
الوردُ في خطر..

سقط المطر
حجب المطر
الشعر يتوه هنا
السياب تخلى عن أنشودتةِ
إقبالُ في سفر..

أشرقت الشمس
كسفت الشمس
الظلام تكاثف هنا
تركناها تشكو غربتها
هربنا جميعا للقمر...
٢
النساء اللواتي رافقنني هناك، اصطحبن في حقائبهن
الكثير من ورق المناديل،
يقلن: "سنجفف دموع القمر"
هل كان يبكي القمر. .؟!!

الرجال اللذين كانوا معنا
في الرحلة اصطحبوا
بنادقهم، و كوفيات و خناجر
إلا أحد الأطباء كانت حقيبته مليئة بمشارط فضية قال:
"سأقيم حفلة كبيرة
لختان القمر"
وحدي كنت أصطحب
ألبوما منزوع الصور..

البنات الصغار كان في حوزتهن الحبال، قلن:
"سنربط أراجيحنا
في مدينة ألعاب القمر"
اقترب السفر
حان السفر
أمر لابد منه لا مفر..
حزمنا حقائبنا،
امتطينا الريح،
تحدو بنا أحلامنا
و كأنا في سبق منتصر..
تركنا المدينة خلفنا
تغفو بغوارقها،
تعمدنا ألا نترك أثرا..
ذهبَ الخبر..
جاء الخبر..
وصلنا القمر...
ياه..!!
كم خدعونا..!!
قالوا: "لا ماء هناك.."
من أين يا ترى كل هذا الشجر..؟!!
من أين كل هذا المطر..؟!!
تزامن وصولنا مع ليلة
زفاف ابن القمر
على بنت الشمس،
بعد خصام دام طويلا،
بين أبويهما،
لكن الحب انتصر..
قدموا لنا الحلوى،
طعهما لذيذ جدا
تذكرنا بطعم التمر..!!
سقونا شرابا يسكر بنشوته
لكنه ليس بشيء من الخمر..!!
لمحت القمر ببدلة بيضاء،..
من حولهِ كواكب زرقاء
و بباروكة شعر مستعار.
أخذنا الدليل حيث مدينة الألعاب
بالكاد نبصرها،
ضباب كثيف،
قطرات ندى
و روائح ورد وعطر
ربطنا أراجيحنا بين هلالين
هلال يومض، يغمز لنا
و هلال يرقص برقص شزر
قبلنا الحارس بالباب
واحدا واحدا،
لا أدري كيف له
هذا الفم المختصر..؟!!
وحدي كنت خائفا ألوذ بحذر
كأن على رأسي ريش طير،
ألتفت يمينا و شمالا..
و لا أدري كأني سمعت
شيئا كُسر..
يا لخجلي..!!
لاشيء يكسر هنا،
فليس لنيوتن هنا ثقل
و ليس للتفاح ذاك الفخر..!!
تمادينا كثيراً،

عبثنا كما هي عادتنا،
تركنا الأشياء بفوضى حولنا،
لم نحفظ قوانين المدينه،
و لم نراع حرمة الشجر..
البعض منا اختفى يقبل عشيقتة، و البعض راح يعربد
كأنه قرد قذر،
لم نبق شيئا كما وجدناه،
فهذا من تفاخر،
و ذاك من قال :
"أنا بن سليل الدهر"
احتدم صراخنا، صراعنا
مزقنا قمصان بعضنا،
رحنا نمتهن جاهليتنا
كألا وحيا جاء يوماً أو نذر..!!
حاروا بنا حراس المدينة
أوثقونا جميعاً بحبل واحد
ألقوا بنا من هناك..
عدنا كما كنا...
حفاة، عراة، ثكالى
نستبكي الأرض و نحلم
مرات أخر بلمس القمر..!!
.
.
*حيدر غراس*

L’image contient peut-être : ‎texte qui dit ’‎اس غراس‎’‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق