أريدك إمرأة فوق كل النساء ..
اقتربي قال .. فلم تفعل . كانت ثابتة في نفس النقطة لا تحرّك ساكنا كأن الطير على رأسها . اكتسى وجهها مسحة حزينة . طأطأت و كأن هموم الكون تكدّست على رأسها . اقترب هو لامس وجهها و مسح دمعة أفلتت من جفنها ..كانت حارة جدا حتى أنه أحسّ بوهج اللهيب المتأجج داخلها .. لم يكن يريد أن يسقط في جبّ دموعها .. كان عليه أن يرحل .. كان موعد إقلاع الطائرة يقترب شيئا فشيئا .. اقترب منها أكثر و ضمّها بحرارة و مرر يده على شعرها القصير .. كانت تشرق بدمعها وقد تحجرت الكلمات في حلقها فلم تنبس ببنت شفة .. فقط أطلقت العنان لعبراتها عله يشعر بقسوة قراره فيعدل عن الرحيل ..
همس في أذنها يطيب قلبها ببعض الكلمات ..
- سأعود يوما لا تحزني ..
- لا ! لا يرضيني ذلك !
- قلت سأعود . و لن أخلف وعدي . ثقي بكلامي حبيبتي .
- لا شيء يرضيني سوى بقاؤك .
اعدل عن قرارك ! تعرف يا شاكر أن رحيلك حكم بالموت !
أمسك بوجهها بين راحتيه .. نظر في عينيها ، كانتا كغيمتين خصبتين تمطران حزنا و خوفا عليه . و كان قويا جدا حدّ القسوة . تأمل كثيرا في وجهها ، للحظة ، كاد يتراجع ، كاد يسقط ، كاد يقع في أسر توسلاتها و أحزانها ، لكنه تدارك الأمر و تماسك ثم أردف ..
- حبيبتي .. لا أريدك إمرأة عادية ، أريدك إمرأة استثنائية ..
أريدك إمرأة فوق كل النساء ..
بعدك حبيبتي تموت كل النساء .. أراك بخير .
مفيدة بن علي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق