الأحد، 6 سبتمبر 2020

معاناة الإنسان بوجود المنظمتين - اليونسكو والايسيسكو! بقلم سفيرة المرأة العربية في فرنسا - خديجة بن عادل

 معاناة الإنسان بوجود المنظمتين - اليونسكو والايسيسكو!


عمدت منظمة اليونسكو (UNESCO)
دائماً في برامجها إلى ارساء رسالة السلام في عقول البشر، ونشر ثقافة التعايش السلمي بين شعوب العالم باختلاف الأديان والأعراق والطوائف، كما سعت جاهدة منذ نشأتها سنة ١٩٤٥ الى يومنا هذا في نبذ العنف والتطرف والتمييز العنصري، وسارعت لوجود استراتيجيات للحد من الأزمات والنزاعات بداية من القارة السمراء ومنها لمخلفات الحرب العالمية في أوروبا، و اجتهدت لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية في العلوم والتربية والتعليم والثقافة، وراحت تجابه كل السلوكيات العدائية والحد من الأمراض النفسية التي تزايدت مع التوتر الحاصل في العالم أجمع من جراء الحروب.
وبما أن مساعيها قائمة على استراتيجية تنمية مستدامة لازالت قائمة وتكافح كل الفتن والاضطرابات الموجودة من هدم ونهب، وتخريب للمنشآت الثقافية والممتلكات الأثرية
من متاحف ومكتبات ودور عبادات.
ومع كل هذا الصراع الذي يتمحور حول العالم من تمزق وتفكيك بين الشعوب من أجل صراع البقاء للأقوى، حرصت دائماً على نبذ الكراهية والتعصب، والعنف، كما ساهمت وليومنا هذا في التضامن السلمي، والفكري في بناء حصن سلام توعوي في عقول فئة الشباب ، و توفير التعليم الجيد، ومحو الأمية، كما وطدت الأواصر بين الشعوب من خلال بعث مفهوم التساوي بين الثقافات في حرية التعبير، وحرية الإعلام، وتعزيز نشر لغة الحوار ، والتوافق الأخلاقي بأن البشر جميعاً لهم نفس الحقوق في العيش بكرامة وانسانية من أجل سيادة القانون والاحترام العالمي لمبادئ حقوق الحريات الأساسية، وحقوق الإنسان.
مع كل هذه الجهود من أجل التنمية ومحاربة الجهل والضياع الذي يسود العالم اليوم بالمحافظة على الحضارات والتراث الا وأنها تعاني من تضييق الخناق بزيادة رقعة الأزمات واتهامها بالتحيز لدول العالم الثالث، وبالبيروقراطية وعلى أنها منظمة تسعى لحساب أجندات دول على حساب دولة اسرائيل في حين هي بعيدة عن هذا التحيز الذي فندته ورفضته.
كما يرى العالم الإسلامي اليوم نهضة توعوية، فكرية من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو (( ICESCO )) من أجل تطوير البحث العلمي، والتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام في العالم بتبادل الخبرات والأفكار بين الحضارات والثقافات .. والعمل على نشر العدل والسلم، والنهوض بجيل جديد يعتمد في دراساته الفكرية والتربوية على تطوير الذات والبحوث العلمية، وخلق مؤسسات تدعم المشروع خاصة بين دول الأعضاء وخارجها ومع كل هذا التعاون من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية في مجالات العلوم والتربية والاتصال الا وأنها لم تصل إلى المستوى الذي يتطلع له عالمنا العربي وخاصة هو المتضرر الأول من خلال الحروب والصراعات والأزمات حيث ساد الفساد الأخلاقي وسفك الدم والتشرد والمجاعة وتزايد عدد ضحايا مما أدى إلى زيادة الانحراف، السرقات، النهب والتخريب من أجل توفير لقمة العيش وأكبر دليل على هذا الضياع اليوم التضخم الحاصل بدول سورية والعراق وكل وما يحدث في الشرق الأوسط والعالم من تشتت وغلاء و استغلال ونصب ورغم كل ما يقدم من منظمتي ( UNESCO ) و ( ICESCO ) يبقى العجز قائماً وسد حاجيات البشر قبل أن يكون التعليم والتنمية المستدامة هو القضاء على الفقر والجوع أولاً وأخيراً.

بقلم سفيرة المرأة العربية في فرنسا - خديجة بن عادل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق