انا والبصير
رآني من رائحة المي
أدرك ارتفاع هامتي
وتدني قدري
رافقني وانا شاحب الوجه عابث
لم يتعجب لتجهمي رغم جيوبي الممتلئة
ورافقت خطواته خطوات قدمي
رأى كلماتي قبل بوحي
وراى سيارة كادت تصدمنا
رأى شعاع شمس الظهيرة
حين شعر بحرارتها
وراى زحاما من أصوات همجيتهم
ذهبيتها المرتفعة في عنان السماء
اخترقت احداقه المعتمة
وضجيجهم لَوِّن الزحام أمامه
لم انتبه لحديقة جمعتني بها
رآها من عبيرها الربيعي الآخاذ
رأى الوان الجوري وياسمين الغرام
الذي قضيت نهاري اقصه عليه
وراى أطفالا تلعب كأحلام عمره
لم انتبه!
لم انتبه لعبرة ساخنة بمآق حرمانه
وراى اما تصرخ خوفا على ابنها
أدرك خوفها، وشعر ببراءة الطفل اللاهبة
رأى ذلك الذئب ممتلئ القامة
مفتول العضلات بلا قلب
رآه ورأى عيناه المتحرشة رابضة على قارعة الرقة
مضت جوار سيرنا برائحة غنجها
ومر على الجانب الآخر بسعير شهوته
رآهما ورأى هلعها وعزوفه خشية منا
نظراته الحادة جعلته يرتعب
وقلبه الزائر جعله يتقهقر
ولم انتبه!
لم انتبه لهذا وذاك
ولم ار إلا رغبتي في غربتي
رأى ليلا هجم كاسد بلا عرين
استوطنه منذ المهد، ولم أدرك إلى هذا الحين
رأى قمره ينير نبضات الأنين
وراى ساقية ساكنة بلا حراك ولا ثور ثمين
حدثني عن بلدتنا واحلام عمرنا الدفين
وكيف لنا أن نحيا غرباء في وطن الكآبة
ونحن أبناء هذا الوطن صاحب الحنين
سأسافر وهذا قراري
ارحل قالها بعنف واترك عينيك هنا
وقلبك يحتضر بحزن مكين
لك اسم المبصر وانت كأنا حبيس ضرير
بل إني لا أملك بصرا قالها بقوة
لكني حقا بصير
رأيت جهلك وغباء قلبك
ورأيت غربتك وانت حر طليق
لست ابتغي منك شيئا
ولا مالا ولا جاها حقير
تركني الكل وحدي وبقيت مع ربي
فحبيت لست أعمى لكنك انت في بئر سحيق
انفض الأوهام عنك
وانظر غد مشرق بهيج
لا تغرق في يم رغبة
ولا ترتشف من البحر ملحا
فيفيض جوفك بقيء مرير
ولا تكن وانت ناظرا
كمن لا عين له تنشد الرؤية وانت الرشيد
مدحت ثروت - مصر
أدرك ارتفاع هامتي
وتدني قدري
رافقني وانا شاحب الوجه عابث
لم يتعجب لتجهمي رغم جيوبي الممتلئة
ورافقت خطواته خطوات قدمي
رأى كلماتي قبل بوحي
وراى سيارة كادت تصدمنا
رأى شعاع شمس الظهيرة
حين شعر بحرارتها
وراى زحاما من أصوات همجيتهم
ذهبيتها المرتفعة في عنان السماء
اخترقت احداقه المعتمة
وضجيجهم لَوِّن الزحام أمامه
لم انتبه لحديقة جمعتني بها
رآها من عبيرها الربيعي الآخاذ
رأى الوان الجوري وياسمين الغرام
الذي قضيت نهاري اقصه عليه
وراى أطفالا تلعب كأحلام عمره
لم انتبه!
لم انتبه لعبرة ساخنة بمآق حرمانه
وراى اما تصرخ خوفا على ابنها
أدرك خوفها، وشعر ببراءة الطفل اللاهبة
رأى ذلك الذئب ممتلئ القامة
مفتول العضلات بلا قلب
رآه ورأى عيناه المتحرشة رابضة على قارعة الرقة
مضت جوار سيرنا برائحة غنجها
ومر على الجانب الآخر بسعير شهوته
رآهما ورأى هلعها وعزوفه خشية منا
نظراته الحادة جعلته يرتعب
وقلبه الزائر جعله يتقهقر
ولم انتبه!
لم انتبه لهذا وذاك
ولم ار إلا رغبتي في غربتي
رأى ليلا هجم كاسد بلا عرين
استوطنه منذ المهد، ولم أدرك إلى هذا الحين
رأى قمره ينير نبضات الأنين
وراى ساقية ساكنة بلا حراك ولا ثور ثمين
حدثني عن بلدتنا واحلام عمرنا الدفين
وكيف لنا أن نحيا غرباء في وطن الكآبة
ونحن أبناء هذا الوطن صاحب الحنين
سأسافر وهذا قراري
ارحل قالها بعنف واترك عينيك هنا
وقلبك يحتضر بحزن مكين
لك اسم المبصر وانت كأنا حبيس ضرير
بل إني لا أملك بصرا قالها بقوة
لكني حقا بصير
رأيت جهلك وغباء قلبك
ورأيت غربتك وانت حر طليق
لست ابتغي منك شيئا
ولا مالا ولا جاها حقير
تركني الكل وحدي وبقيت مع ربي
فحبيت لست أعمى لكنك انت في بئر سحيق
انفض الأوهام عنك
وانظر غد مشرق بهيج
لا تغرق في يم رغبة
ولا ترتشف من البحر ملحا
فيفيض جوفك بقيء مرير
ولا تكن وانت ناظرا
كمن لا عين له تنشد الرؤية وانت الرشيد
مدحت ثروت - مصر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق