تحية وداع إلى " العم مبروك" شهيد الوطن..
لم يكن يخطر بباله أن الموت يترصده في الطريق..ولم يكن يعلم أن-علم تونس-سيكلفه حياته..لكن للوطنية الحقيقية الخالية من شوائب المصلحية والإنتهازية،أثمانها الباهضة،ولصدق المشاعر إزاء تراب الوطن مهر سخي لا يدفعه إلا من امن أن تونس..قضية..ووطن،تاريخ وحضارة،وليست مجرد شعارات خلابة نرفعها لتحقيق مآرب في " نفس مريضة "
هوذا "العم مبروك " سائق النقل السياحي ودع الدنيا ملتحقا بعلم البلاد..لقد كان في طريقه نحو مطار قرطاج -لهثا نبيلا خلف الرغيف-وفجأة لمح علم تونس مرميا على الطريق..في تلك اللحظة المنفلتة من عقال القدر لا مجال للتفكير..ولا وقت للتريث..أوقف سيارته واتجه صوب -العلم-ليرفعه،بل ليضعه على شغاف القلب..وفي تلك اللحظة أيضا مرت سيارة "مجنونة" لتدهسه-دون رحمة-وترفعه إلى سماوات الخلود..
توفي " العم مبروك" على عين المكان..رحل دون وصية ولا وداع..سوى أن تونس أمانة في رقاب أبنائها الأفذاذ..
رحل هذا الوطني حد النخاع،وروحه تعبق بعطر البلاد..
اللهم إنا نحتسبه عندك شهيدا..اللهم انزله منزلا مباركا،وأنت خير المنزلين..
أرجو أن تقام له جنازة تليق برحيله القدري..وأن يوضع علم تونس على جسده المسجى..قبل أن يوارى الثرى..
هي ذي تونس اليوم مجلّلة بالوجع ومطرزّة بالفداء: أمل يرفرف كلما هبّت نسمة من هواء..ثمّة فسحة من أمل..خطوة بإتجاه الطريق المؤدية،خطوة..خطوتان ومن حقّنا أن نواصل الحلم.
ولتحيا الحياة.
سلام هي تونس،فلا بهجة لأبنائها خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السفر.
رحم الله مبروك بلطيف رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه،وإنا لله وإنا إليه راجعون..
متابعة محمد المحسن

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق