الأربعاء، 21 أغسطس 2024

الغازية بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس

 // الغازية //


قالوا: توبي عن الشعر يا غازية 

فالنصح الصادق  لحسن الخاتمة 

واسلكي طريق الجد مبتهجة..

كفاك نثر الألغاز بين صدق وكذب واهمة 

تسلبين عقول الناس كساحرة ماجنة 

تتقنين التمثيل وبين المعاني لاهية 

تتوعدين بالأماني وللأحلام ذاهبة 

تأتين على الأخضر واليابس كالنار الاهبة 

تجيدين فن  الخطاب وأمام الجمع بارزة 

باب التوبة مفتوح لا قفل فيه ولا حارس

بحور  الشعر للأرواح فاتنة ..

وكل الشعراء لقواعد الدين كاسرة 

إذا إتبعت طريقهم محال تعودين سالمة 

وإن أبحرت بين أمواجهم تصبحين  غاوية ..........

****************

قلت : كيف أنا مثل السمك

إذا خرجت من البحر أموت

كالطير أهاجر بين الفصول وأعود 

ومع الأيام ارتحل في فنون....

أنا رسول الحب والشجون 

أقول عن الصدق ، وعن الخير ، والغدر

وعن كل موضوع .... 

أحب الحياة واهجي الحروب 

بقلبي  سلام وحمل الزهور ..

وحب الوطن من حب المولود 

أغازل العشاق أهدي العطور 

أشد على الايادي واجمع بين القلوب 

أترجم المشاعر وما يخفون ..

أطبع البسمة على الشفاه وعلى الوجوه 

أتأمل الملامح ومن الطبيعة 

اسرق إحساس النفوس ..

أسكب الحبر على الورق أكف الرموز ...

*********

أتناثر مع الأوراق عند التفتح وعند الذبول 

أسهر مع القمر أواسي الحزانى أخفف الهموم 

أجفف دموع الحيارى وكل فؤاد بالألم مسكون 

أصف البحر وأعشق الورود ...

أرقب النجم إذا تلألأ ألوم الغيوم ...

أرثي فراق الاحبة وتراب القبور 

أفهم كلام العيون والصمت اذا يطول 

وفي كل خاطر أتسلل الزوايا أجول  ...

أراني كالريح لي في الفصول هبوب 

أرصد لغز الكواكب والأرض اذا تدور 

وعند المسافات كالظل الممدود 

أسافر مع خيالي والزاد  امتاع الصدور 

كالبلبل أحلق عليا  وصوتي  بالالحان طروب 

أشرق وأغيب كالضوء موجود 

أغفو وأفيق كالخيل أدق غبار الدروب 

أسأل وأجيب وصهيل  حرفي في الليل طويل 

الملام عندي كثير يصلح ويفيد ...

أمدح الفرحان  وأرثي الحزين 

أواسي من به وجع وأنين 

ومن القرطاس أصنع لحاف السنين 

ومن القلم أرفع.... أصور وسائد قناديل ...

وفوق الأسطر أحيا واموت 

ومن اتبعني ليس غاوي ولا ماجون 

انا كالملاك لست مجنون 

كالنحل فوق الجمال يرنو ويدور

اذا هاجمته  يحط العسل ويحقن السموم ..

أنا الغازية وعن الشعر والقوافي لن أتوب 

ولي في العشق شمس وشواطىء وبحور ...............


بقلمي زينب عياري / تونس 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق