الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

المعاناة بين اللحاق والالتحاق.. من المنظور الاقتصادي لعامة الشعب الفقير بقلم الكاتب // عبدالله النجار

 المعاناة بين اللحاق والالتحاق.. من المنظور الاقتصادي لعامة الشعب الفقير

" المعاناة والتحديات"

من منظور عامة الشعب الفقير، يمثل مفهوما اللحاق والالتحاق.. تجسيدًا للمعاناة المستمرة في سبيل تحسين الأوضاع المعيشية والاندماج في النظام الاقتصادي السائد. هؤلاء الأفراد غالبًا ما يجدون أنفسهم في سباق دائم لتحسين ظروف حياتهم، مع معاناة يومية تجعل من عملية اللحاق والالتحاق تحديًا هائلًا يرافقهم طوال حياتهم.

اللحاق: السعي للخروج من دائرة الفقر

بالنسبة لعامة الشعب الفقير، يمثل اللحاق محاولة مستمرة للوصول إلى مستوى معيشي أفضل. هذا السعي قد يتمثل في العثور على فرصة عمل مستقرة، تحسين الدخل من خلال مشاريع صغيرة أو عمل إضافي، أو حتى الحصول على التعليم الذي قد يفتح أبوابًا لمستقبل أفضل.

المعاناة في هذه المرحلة تتجسد في التحديات اليومية التي يواجهها الأفراد الفقراء. كثيرًا ما يعانون من نقص الفرص الاقتصادية، وضعف الخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم. التحديات تشمل:

1_البطالة والعمالة غير المستقرة : يجد العديد من الفقراء أنفسهم في وظائف غير مستقرة، مما يجعل من الصعب عليهم اللحاق بالفئات الأعلى دخلًا.

2_ التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة : حتى مع زيادة الدخل، تواجه الأسر الفقيرة صعوبة في مواكبة الزيادة المستمرة في أسعار السلع والخدمات الأساسية.

3_ نقص التعليم والتدريب : قلة الفرص التعليمية تؤدي إلى بقاء الفقراء في دائرة عمل محدود الدخل، مما يعيق قدرتهم على اللحاق بالفئات الأكثر ازدهارًا.

الالتحاق: التكيف مع النظام الاقتصادي

بعد بذل الجهد في اللحاق وتحقيق بعض التقدم الاقتصادي، يواجه الأفراد الفقراء تحدي الالتحاق بالنظام الاقتصادي السائد. الالتحاق هنا يعني القدرة على التكيف مع متطلبات السوق، الاستفادة من الفرص المتاحة، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي المستدام.

المعاناة في هذه المرحلة تتجسد في صعوبات الاستمرار والاستفادة من التحسن الاقتصادي. حتى بعد اللحاق بمستوى معين من الاستقرار، يواجه الأفراد الفقراء تحديات كبيرة:

1_التقلبات الاقتصادية: يمكن أن تؤدي أزمات اقتصادية مثل التضخم أو الركود إلى خسارة ما تم تحقيقه، مما يعيد الفقراء إلى دائرة الفقر من جديد.

2 _ الديون والفوائد المرتفعة: العديد من الأسر الفقيرة تعتمد على القروض لتغطية احتياجاتها الأساسية، مما يضعها تحت ضغط مالي مستمر ويجعل من الصعب الالتحاق بالنظام الاقتصادي بشكل فعّال.

3_نقص الحماية الاجتماعية: غياب أنظمة الحماية الاجتماعية مثل التأمين الصحي والمعاشات يزيد من معاناة الأفراد الفقراء، حيث يصبحون أكثر عرضة للانتكاسات الاقتصادية.

 والخلاصة 

من منظور عامة الشعب الفقير، يمثل اللحاق والالتحاق رحلتين متكاملتين مليئتين بالتحديات والمعاناة. اللحاق هو السعي الدؤوب لتحقيق تحسين في الأوضاع المعيشية، في حين يعبر الالتحاق عن التكيف مع النظام الاقتصادي والاستفادة من الفرص التي قد تكون محدودة. في كلتا الحالتين، يعاني الأفراد من ضغوط اقتصادية ونفسية كبيرة تتطلب منهم الصمود والإصرار، مع إدراك أن هذه الرحلة قد تكون طويلة وشاقة.

// عبدالله النجار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق