الثلاثاء، 20 أغسطس 2024

جنون الليل بقلم الشاعرة فاطمة نصيبي / تونس

 فاطمة نصيبي  / تونس 

جنون الليل 


أحلم  بليل مضيء 

ليل لا يتهاوى الحب من صفحاته

ليل يقرأ من الفه...

لا تلتوي  باؤه على حائه...

ليل بلا طفل يرمي به قلب ابيه في عربة قاتلة 


اريد أن أفتح أزرار الليل وأغرق في اسراره..

ان امحو صورة "جمال " 

"جمال" الحراك الصامت 

"جمال" الحياة المتدفقة تشوى على عنفوان الفكرة 

اريد ان امحو اشياء كثيرة ..

كيف يهرب المرء من نفسه 

كيف يهرب إلى الموت من الموت 


أحبّ حفلات الليل الصاخبة ...

يروي لي قلبي فيها  كل قصص الحبّ العارمة ..

حدثني كيف اغرق فيها !!!

وفي الضفّة الأخرى نساء يغرقن في انوثتهنٍ 

ارواح تريد السّماء...ولا تجدها..


احبّ الليل وجنونه... 

ككل امرأة تحاول ان تراقص انوثتها...

تغطّي وجه الجدار بفرشاة ضاحكة  ..

ترسم رجلا على مقاس اللحظة ..

تقتصّ من النهارات البائسة ...

رجل لا ينتحر الحبّ بين ذراعيه..


أحب ألوان الليل الساخرة 

من كل الفراغات في قلوب الحالمين ..

انا من هؤلاء الذين ينامون على اوجاعهم ..

يعدّون العدّة ليوم آخر بصدر عار.. .

يمشون في طريق دائريّ ..

 احب الليل في تموجاته 

ككل هؤلاء الأغصان 

أحلم بالربيع ..

الأحلام تتراكض في صدري 

وتعبث بها الرياح العاتية...

مثلكم تماما ...

حلمت ان اسابق حروف الأبجدية حرفا حرفا ..

ان اركب اللغة ...

ان تسافر لي وبي ... 

امسك "الحرية" الهاربة من المعنى ...

وكانت لي معتقلا ...

    

 اكاد اجزم انكم لا تدركون أسرار الليل مثلي ...

اركن إلى الليل ..

ارتّب فيه احزانكم وحزني ...

 انا اعرف انكم تتوسّدون كل  سنوات العمر الهاربة ..

انكم تصارعون الحياة بالموت ...

قارب يتيم يحضن قلوبكم الواجفة.. .  


أحب في الليل لغته الوارفة 

وحده الليل يرسم الخرائط على جدارك 

وانت الممدّد على صمتك الصاخب 

تبحث عن منفذ للهروب من كل هذا...


أحبّ الليل يبوح لي بغواياته 

يحدثني عن امرأة تنتظر " كلاشنكوف "

 تنتحر امنياتها بين يدي " الله"

 تتقن دور "القينة" !!!

على صرخات أنوثتها...


احبّ الليل في لباسه الناعم 

الحجاب الذي يكشف كل فتنتك زاهيا.. 

الحجاب الذي لايعرّي قلبك ...

الحجاب الذي لا يحجب الضوء

وان تتهادين ...ملكة ...

أحبّه وارفا بالمعنى...


*جمال بن إسماعيل  (الشاب الجزائري الشهيد في جريمة نكراء)

فاطمة نصيبي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق