... طائر العنقاء...
نظرت في مرآتي
رأيت تجاعيد
وندوب عميقة
لم تكن الآثار في وجهي
بل كانت في القلب والروح
فمرآتي سحرية شفافة
مرآة أثرية عتيقة
أمعنت النظر
فرأيت حكايات
وسطور مكتوبة
رأيت أسرارا...
وغبارا متراكما...
ومن بعيييد
لمحت وجه الحقيقة
بدى نورها ساطعا في عتمة المكان
ولم تنجح كل تلك التراكمات
في طمس بريق أشعتها الرقيقة
بدى المكان غريبا
كأنّ تعويذة ما ألقيت في زواياه
فيه برد الغياب
وجفاف الفراق
ورأيت تلك المشاعر الرقيقة
رأيتها تطفو على وجه الطوفان
تلملم مكوناتها الناعمة
الحب النقاء التسامح...
تلملمها كي لا تغدو فيه غريقة
رأيتها تجدف بإصرار وتحدي
تشق طريقها بثبات نحو شواطئ الحقيقة
هي لا تعترف بالضعف والهزيمة
لا تعترف بالحدود
ولا تعترف بغبار الزمن وتعويذات القدر
فهي مشاعر صادقة..قوية..وعريقة
كانت تجدف في موكب مهيب
محاطة بالسكينة والهدوء
فبدت لي كطائر العنقاء
الذي يبحث عن الحقيقة
تلك الكامنة وراء جبل الحكايات..
جميل ورائع مشهد الوصول
وأيضا كما طائر العنقاء
رأيتها تنهض من رمادها
وتبعث من جديد
متجددة..حنونة..ورشيقة...
نفضت عن نفسها غبار النسيان
والفراق..والإهمال..
وأعلنت إنتصارها
وبكل طقوس الحب والهوى
وبشموخ إمرأة عاشقة
عانقت الحقيقة...
ثم كفّنْتُ مرآتي
بوشاح الذكرى
وعشت لذة إنتصاري
وعشت الحقيقة
بهيجة بن موسى

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق