هنا ، كان بابنا ، أزرقا بدفتين . لا شباك يطل على الزقاق ، فقد كان بيتنا يفتح نحو السماء .
هنا ، كانت تجلس نساء الحي ، فوق عتبة بيتنا ، يتبادلن الحديث و يضحكن و يشربن الشاي و يسكبن مشاكل يومهن و يشاكسن بعضهن البعض .
هنا كان الزقاق من تراب و الجدران من حجر و الأبواب من حديد لا تغلق و لا ترد الزائرين .
هنا ، كانت تقام الأعراس و تسير الجنائز ، هنا كان يجري الأولاد وراء الكرة والعجلات المطاطية و يلعبون الغميضة و هنا كان يغض الرجال أبصارهم و تكرم العجائز .
هنا ، كان كل شيء جميلا .
واليوم ، مررت من هنا ، أبواب جديدة و مغلقة ، نوافذ كبيرة منمقة و زقاق يغطيه سواد الإسفلت و يشقه ضجيج السيارات و وجوه لا أعرفها ولا تعرفني . حتى الجدران تغيرت ولم تعد تخبرني بالحكايات القديمة ..
قلوب باردة و عيون شاردة و عقول مشتتة .. هنا ، لم يعد الباب يعرفني ولم يعد المكان ملكي ...
الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
DrZouhaira Ben Aichaouia

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق