سلسلة دروس في تحليل النص الادبي
وعلم العروض
أ.د/ نبيل العريقي
المحاضرة رقم 7
ألوان مختلفة في الأدب العربي
خطوة بخطوة
🌷🌷مفاهيم عامة🌷🌷
🔴 المفهوم الثاني النقد 6
ز -- النقد الفقهي أو اللغوي :
منهج النقد السائد في الآداب العربية القديمة هو :
《 المنهج الفقهي أو اللغوي 》
الذي يعتمد على تحليل النص ودراسته ، من حيث
البلاغة
وقواعد العربية
والنحو
والصرف
واللغة
والعـَروض
وبيان ما بين معناه ومعاني السابقين والمعاصرين من تشابه أو احتذاء ..
وتقسيم النص إلى جمل أو أبيات
والتحدث عن كل جملة أو بيت على أنه وحدة فنية مستقلة بذاتها
وقد سار على ذلك ابن سلام ، والجاحظ ، وابن قتيبة ، والمبرد ، وابن المعتز، والآمدي ، والجرجاني ..
ولكن قـدامة بن جعفر يسير في
تحديد النقد على التحدث عن عناصر الأدب عنصرا عنصرا من
معنى ولفظ وسواهما
ويشرح أسباب الجودة أو القـبح
مع القرب من المذهب الفقهي في النقد
ويحتذيه في ذلك أبو هلال وابن رشيق ..
أما عبد القاهر الجرجاني
فقد نحا في النقد منحى التحليل الأدبي القريب من المنهج الفقهي
وتحدث عن صلة البلاغة بالنفس والعاطفة والخيال
حديثا قويا مستفيضا .ولا تزال هذه الاتجاهات القديمة هي أظهر ما يغلب على أدبائنا اليوم
ويتسم أغلب النقد المعاصر بسماتها وهي تغفل
التجربة الشعرية
والصياغة الفنية
والقيم الشعرية
والأثر الأدبي
جملة وصلته بصاحبه
ومدى توفيقه في أداء
المشاعر الخفية
والعواطف الدقيقة ..
ولا تزال آراء نقادنا القدامى والمعاصرين غامضة مجملة
ولا يزال الاختلاف بينهما كبيرا
والحكم الأدبي متفاوتا
لأنها آراء لا تقوم على قواعد محددة .. ومن ثم فإن هذا المذهب الفقهي الواضح في النقد العربي عجز ,
ولا يزال عاجزا عن الوفاء بحق الثقافة الأدبية العالية ، وإنارة السبيل أمام دارسي الأدب ونقاده .
ح-النقد الفني :
وهو منهج جديد في النقد ، سماه أنصاره
《 المذهب الفني 》
وعماده الحكم على النص الأدبي من حيث
روحه
وموسيقاه
وأصالته
وعناصره
وصدقه
وتجربته الشعرية .
وقد دعا إلى هذا المذهب الفني في النقد واحتذاه جماعة من المجددين في أدبنا المعاصر ، ومن أوائلهم :
شكري ، ومطران , وأبو شادي
وقد حكم العقاد والمازني على شعر شوقي وحافظ متأثرين به
كما حكم السحرتي على مطران والشابي على ضوئه .
وهو منهج أصيل لا نجد له أثرا في نقدنا العربي القديم إلاّ في ومضات قليلة
نلمسها عند القاضي الجرجاني ، وعبد القاهر وقد رأى سيـد قطب في كتابه
《 النقد الأدبي 》
أن هذا المنهج الفني هو الذي ساد الآداب العربية القديمة
ويرى سيد قطب أن المنهج الكامل في النقد هو اجتماع هذه المناهج الثلاثة (
المنهج الفني
والمنهج التاريخي
والمنهج النفسي
التي عددها في منهج واحد سماه
المنهج التكاملي .
هذا ويرى مندور أن مناهج النقد هي :
المنهج التأثري
والموضوعي
والاعتقادي
والعلمي
والتاريخي
واللغوي
وسادت نزعة جديدة في النقد سـميت :
《 النزعة الواقعية 》
أو 《 المنهج الواقعي 》
وأساس هذه النزعة هو النظر إلى موضوع الأثر الأدبي
فإن كان بينه وبين الحياة والمجتمع صلة فهو أثر أدبي قيـم تجب العناية به والإشادة بمنزلته
وإن كان لا يعالج شأنا من شؤون الحياة والمجتمع والناس
فهو أثر أدبي يجب أن يموت وأن يختفي
فإن عالج الأدب الموضوعات الإنسانية العالية الخالدة كان أقرب إلى الخلود الأدبي
وحول هذا المذهب الواقعي يدور " مندور " ، وكذلك " هيكل " في تعريف الأدب أنه
فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما فى الحياة
من حقّ وجمال .
والجمع بين المناهج الثلاثة 《 الفقهي ، والفني ، والواقعي 》
في النقد يؤدي بنا إلى أحكام أصدق وآراء أشمل في الحكم على الأدب والشعر والآثار والنصوص المختلفة
وفهم الخصائص والمميزات والسمات لكل أديب وشاعر
والعوامل المؤثرة في الأدب
وصلة القديم بالحديث
والحديث بالقديم
وبذلك ننتقل إلى مرحلة جديدة في النقد ، قد تصل بنا إلى "النضـج الفنـّي الكامـل " وإلى نهضة أدبية شاملة , وإلى ازدهار في نقدنا المعاصر
ط -- النقد الأسطـوري :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق