داية الوفاء...!
كمعبد تعطلت أجراسه
هجره الحمام تاركا نواحه خريرا في عمق الذاكرة!
وورقة عنب جافة، تبعثرها الرياح
في رحم قصيدة منسية،
أود مصالحة الليل فيتكبر،
ويصف لي ملاعق إضافية من ديجوره!
أخرج في عتمة الحزن إلى محطة الغرباء،
حافية، كي لا يتتبع أحد هروبي،
أضع يدي على مقبض الباب
فيشدني الحنين إلى وطني!
وتدوسني قطارات الانتظار،
جناحاي ينزفان غربة،
عيناي تمطران حلما،
أريد أن أحلق
لكن السماء تمطر!
أتحسس روحي،
ياه!
أين مشاتل الحب التي غرستها!
أين شمس الفرح التي شيدتها!
تبعثرني الريح،
تدفعني، أتعثر في نبضة وفية،
يسيل حبر الليل،
يناجي القلم رباه!
ثم تولد "القصيدة"
وأنزع ثوب الضباب عني،
أزرع وردتين في عينيّ،
وألبي نداء الريح
للرقص في باحة الجنون!
أتأنق بابتسامة زهرية،
وأضع عطر الطفولة،
ثم أعود إلى وطني،
حاملةأجراسا لمعابد الوفاء،
أنفض الغبار عن الصور،
ستثمر داليتنا،
وتغير الداية تاريخ ميلادنا،
وتدثرنا بألوان الطيف!
ستمطر السماء،
ابتسامات!
فنتبلل ونتبلل
منتظرين ميلاد قصيدة أخرى!
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق