بقلم هالة فغرور من الجزائر
أطل على المنافي
أتفقد قلبا من زجاج
هل داسته حرائق أم تعالى كالسحاب
لا أدري
هل نام البحر كي يفقدني
ملح الشباب
لا أدري
ما معنى ريشة إن تنحّت أن يفقد الطير
وزن الجناح
لا أدري
إن كانت الكاسات التي ترى الماء عاريا
وتغرينا بالشراب
لا زلت لا أدري
فلربما لن أدري إن كنت طيرا
من عذاب...
أو شفاها من رضاب
لا أدري تغتالني تحت الستار شهقة
رصاص...
لا أدري اغتيالها هل يعيد شبابي
الطوفان مر بجانبي...
هل تعود الذكرى ...
وهل يعود حبر كتاب
ها قد مضى لحنه
وبقى محض غياب
هل ألعن الذكرى لأنه
أودى بالعمر في سرداب
هل أليّنُ رسمه أو خطه كي
يلين عتابي...
قلت
كني فكنتني فكان الكون في أهدابي
زاهيا أو ذاويا كن معي
حسبي أنني أدري
أنك معي
ما لاح لي منك نور بدر أو قبس شهاب
قرأت لفرجيل في انتظار المجيء
وجاء المساء ولاتجيء ...
ملكت السماء كي لاتموت نجمة
وأنت في جعبة غياب
أو موجة عذبة أدماها
سيف عباب...
فارتدت موجا متلاطما هل يا ترى
صارت صوت رباب
أو أسطورة عربية أو لون سراب
خط السؤال أعجوزة هل قلبها ..
وجه كتاب
هل دمعها نهر فرات
وهل ..وهل قرطاسها بعض
أرض
تمزقت من بعض أراضٍ
الأرض تخلق بعضها
فهل بعضك جزء جوابي
أنا ما أحرقت قوافل الشوق إلى جنة الأعناب
ما أغرقت شواطئ بحري في دموع رباب
أنا أبحرت إلى أرض اليباس
وخلقت للحلم ألف باب...
تلك جزيرتي..وحديقتي وطفلة غجرية
ملقاة على ظهر غراب...
وثنية لكن تخشى الله كالأخشاب
لها في الأظفار ألف حكاية ولها
في الخصر رقصة الباليه
تثيرها الأوشام في عضلاتنا
لكنها تنظر نظرة المرتاب...
أهي في حيرة من أمرها
أم أنها اعتادتها في محراب
قديسة الأماني معلقة برأس خيمة
يعلوها ركن سواد
لها نظرة وحشية ...تحت لحاف جدة
أم أنها مها الغاب؟
وكأنها جناح فراشة إن تبدت
بثياب
مزركشة الألوان وكأنها فرت من منظر خلاب
تطير ثم تعلو فتسفل
على أنغام أنشودة
السياب...
أعيد للا أدري مرآته وهل يعيد الزجاج
الذي مضى وضحكة الأصحاب
دعني للشتات يلمني
ويلقي في اليم ما يلغي شبابي
أنا بعض مجد وبعض إرادة
مرمية بدولاب
لكنني أعدت إلي الذي ضاع مني
وأحرقت منافي غلابي
وجئت كالشموس لحظة مغيبها
فتفقأت عين السماء في جو مهاب
شموعها حيرى ما هذا الذي
أضاء كل خوابي!
وفتحت الأقحوان في حقول غرفتي
وكأن فان كوخ أعارني نجوم
سماء...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق