الخميس، 3 سبتمبر 2020

والتقت بحبيبها بعد طول فراق بقلم الدكتورة زهيرة بن عيشاوية

 والتقت بحبيبها بعد طول فراق

ففاحت من قلبها كل ما خبأته من تلك العطور ..

اقتربت منه و عانقته
وهمست في أذنه
أحبك
و قتلني الشوق
فذبلت في عمري كل الزهور

ابتسم و سار إلى الخلف خطوة
وقال
حنانيك حبيبتي
تمهلي
ما هكذا اللقاء يكون ..
قالت ،
لماذا تهرب نظراتك عني ؟
لماذا تصدني ؟
لماذا تتجنب همساتي ؟
لماذا حضنك ينفرني ؟
أتخونني ؟
قال لا
و ألف لا ..
لكن ابتسامته الغريبة
زرعت في عقلها الريبة ..
قالت في نفسها ،
ربما البعد يقلب القلوب
و يعلمها القسوة و الهروب ؟
أنا حقا بلهاء ؟
كيف لم أعرف أن الأيام و السنين
كفيلة بأن تطفئ نيران الحنين
و تمحي من ذاكرته كل الطيوب ...
أغمضت عينيها
لترى ذلك الطيف الساكن فيها
كان أقرب من هذا الرجل إليها ..
تبا !!
كيف يكون الخيال أجمل من الحقيقة ؟
كيف يختفي الحلم الكبير في دقيقة ؟
قاطع إغفاءتها و وحدتها
قال :
حبيبتي ،
لم تتغيري أبدا
كأن الزمن توقف على مشارف عينيك و حدود شفتيك ..
لم تكبري
مازلت طفلتي المدللة
رغم هذا الحزن الساكن في نظراتك الكئيبة ..
مازال بريق مقلتيك يعانق الأحلام
ومازال صمتك الجميل يقول كل الكلام ..
تعرفين أني لا أملّ النظر إليك
فكيف تتهمين عاشقك بالخيانة بعد كل هذا الغياب ؟
ما هكذا يكون لقاء الأحباب ؟
وما هكذا يكون اللوم و العتاب ..
تعالي
تعالي
اجلسي هنا جانبي
لنراقب القمر
مازلت تعشقين القمر ؟
مازلت تطيلين السهر ؟
هات يدك
كم هي مرتعدة و باردة و مبللة ..
تبا لي !
كيف تركتك هكذا تحترقين
و تنزفين
و تذبلين ؟
نعم ،
أعرف كل تلك الأسئلة التي
تدور الآن في رأسك الصغير ..
لماذا تركتني و رحلت دون وداع ؟
ولماذا الآن تأتي و تبتعد عني خطوة كاملة ؟
قالت ،
ما أقساك !
وأنت تعرف كل ذلك
وتعرف كم أعشقك و كم أذوب في هواك ..
قال ،
أنا ذاهب إلى مكان بعيد
لا أريد أن أضمك حتى لا يصبح الوداع طويلا و شاقا ،
و حتى لا يكبر الشوق و يزيد ..
ابتسم طويلا و نظر إليها مطولا
و عانقتها عيناه كثيرا ..
فتحت عينيها لكي لا تجده !!!
كم كان جميلا و مبتسما
و لطيفا و منسجما
كم كان عطره عابقا و صوته ملتهبا
كم كان بعييييدا بعيدا ...
قالت ،
ألم أقل لك أنني لا أريد أن أصحو حتى لا أعرف الحقيقة ؟!!!
ها قد غاب الحلم في دقيقة ...

الدكتورة زهيرة بن عيشاوية
DrZouhaira Ben Aichaouia

L’image contient peut-être : ‎une personne ou plus et gros plan, ‎texte qui dit ’‎د. زهيرة بن عيشاوية‎’‎‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق