قراءة لنص الشاعر قاسم وداي الربيعي
نوع النص نثري
ثيمة النص تذكر واشتياق
اسم النص العمارة
.........
بينما اطالع نص الشاعر (قاسم وداي الربيعي) (العمارة)حتى قفز الى ذاكرتي البيت الشهير (كم منزل في الحي يالفه الفتى ..وحنينه ابدا لاول منزل )
من الثيمة الاساسية للنص تجد ان هناك شوق واشتياق، اشتياق الى تلك الزقاق وبين القصب والبردي (فالعمارة) هي الاساس الذي بني النص عليها من اول وهلة يعتصر في قلبك حزن شفيف لا ادري اهو التناغم الشعوري المرئي بين سطور النص ام حبنا للجنوب الذي يشكل ماضينا بارثه ومستقبلنا بغناه وحاضرنا المضطهد .
(طالما اقتفيت آثرها
تلك المدينة الطافية على عروق الأرض)
اراد الشاعر ان ياخذ بايدينا الى عالم فارقه جسدا ولم يفارقه روحا عالم الجمال الطفولي البريء الذي وشم في الذاكرة (العمارة)-مسقط راس الشاعر- المدينة التي تغفو على اصوات الطيور المهاجرة وتصحو عليها وعلى هدير المجاذيف التعبى التي تحكي قصة عالم مبهر وحضارة متاصلة كل تلك الصور تتزاحم في ذاكرة الشاعر وهو يخط بيراعه قصيدته موضوع القراءة .
من اول سطر عرفنا فحوى القصيدة لذا رحت ابحث عن الصور الجميلة التي قلت عنها مغمسة بشجن الفراق فيقول:-
(أخاطبها والريح تجلدني
أطلق لها حنجرتي
فيأتيني الصدى ( يبن وداي )
اي ريح هذه الذي تجلد المشتاق...واي صدى يرتد مدويا من بين البردي والقصب .
ليتني لم افارقها يا (ابن وداي) لكي نرتع ونلعب معا كما كنا.
تتزاحم الصور وتتسابق فهي الواقع الذي لم يغادر الشاعر
اي مشهد للصاج وهو ينشر رائحة السياح الذي لازالت رائحته تداعبني مع كل طيف يمر متخطيا هور العمارة..وتبقى الاماني محلقة في الخيال لتفرض وجودها.
(كم وددت أن تدس في أوردتي
زغاريد ( البردي )
ان حفيف البردي كان بالنسبة له زغاريد للجمال
فهل يجده الان بين متاهات المدنية ؟.
يبقى الشجن ملازما لنا نحن اهل الجنوب لن نفارقه ولا يفارقنا فهو غذائنا واغنياتنا فيختم:-
(يعلمون بأن القدر اللعين
ألبسنا حقائب الرحيل
ولفضتنا الدروب إلى الدروب
كلما شعرت بالموتِ
أستذكرها و أستفيق
( هلي ويا من ضيعوني )
(العمارة )يا احبائي هي اكسير الحياة بالنسبة لي فانا الطائر المهاجر مهما هاجرت لابد لي من العودة استنشق عطر القصب واشرب من ماء الهور وانام تحت ظلال القصب ..كلما دنى الموت اتذكرها فاعيش في نقاء.
النص جميل زاخر بالصور الجميل كتب بواقعية وبلحظة اشتياق عالية صبه على القرطاس دفعة واحدة
كما ان الشاعر استطاع ان يسير بنا سيرا خببا وهذا يدل على امكانيته في توظيف الكلمات .
مع الاعتذار على الاختصار
النص
......
العمارة
_________
طالما اقتفيت آثرها
تلك المدينة الطافية على عروق الأرض
أخاطبها والريح تجلدني
أطلق لها حنجرتي
فيأتيني الصدى ( يبن وداي )
العمارة
لن تكون حقلا للبوار
يصدأ سجنها وتتعفن الضمائر
غير إنها جمرةٌ خضراء
تطوفون الشرق والغرب
وعلى متنها الضاج برائحةِ الماء
تحيى وجوهكم المنكسرة
كم وددت أن تدس في أوردتي
زغاريد ( البردي )
وأنا الذي أكل وجهي الغبار
الصمت في صدر كالجسور
أقول متى أستلقي بين أصابعها
عسى تمسحُ على جبهتي
فأصحو من ذلك السكون
عباس باني .
ذكرى لعيبي .
يعلمون بأن القدر اللعين
ألبسنا حقائب الرحيل
ولفضتنا الدروب إلى الدروب
كلما شعرت بالموتِ
أستذكرها و أستفيق
( هلي ويا من ضيعوني )
.... قاسم وداي الربيعـــي , بغداد \ 2020
__________________
* العمارة , هي محافظة ميسان التي التي ولدتُ فيها , غادرتها في طفولتي لكنها تسكنني حد الجنون
* عباس باني و ذكرى لعيبي من أدباء ميسان هم أصدقائي ووجه الضياء

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق