الخميس، 17 سبتمبر 2020

الف ليلة وليلة المصرية / بقلم محمد رمضان

 حكايا ألف ليلة وليلة ؛ المصرية

.......................................
هناك..ليس بعيداً جداً
حيث كان لي هناك جَداً
يرقد عصرا تحت "جميزة"
وأحيانا تحت "توتة"
كانت تلك راحته "عصراً"
وأحيانا يبيت تحتها "أمساً"
كان يري أن أرض الله واسعة
بأكثر مما تحدُ حياته "المِلْكِية "
فالأرض ليست لها "هوية"
وأيضا ليست مشاعا " حراً"
رجاءاً ؛ لاتقاطعني باسم"القانون"
فالقانون الذي كان يعرفه جَدي
هو مجرد آلة عزف وفنون
كانت هوايته ؛ معزوفة عربية
ترقص لها أطرافه وعيناه
كانت المعزوفة حبه وهواه
وكان طربه للأرض زرعا ومياه
حاول أن يعلمني عشق الأرض
والساقية والمحراث والبقر والهدهد
كانت جدي إلي جمال الأرض يتودد
وكان ينهرني إذاعاملت الأرض
بغير الود والحنية
كانت دروسه بليغة
وعلمه الكون ؛في حدود القرية
ولم يخطو مرة واحدة إلي المدينة
كان عاشقا يبث المحرات عشقه وأنينه
وكانت جدتي تطرب لعشقه
كأنه عشق لها
وتظن بنفسها عيون المهايا
كان ذلك هو العشق في قريتنا
في الدور والبيوت وعند الساقية
وعلي المدار وعلي جرف الترع الراوية
كان سكبا من حنانِ ورضاً
ينساب كل يوم مع الفجر
ومع دوران الساقية
الغريب والملفت في جَدي
أنه فقط يري أن جدتي والقرية
والأرض والساقية ؛ هي كل مصر
ويري أن صلواته ودعوات جدتي
لمصرهي الحما والحامية
عبر مراضاة الله
الذي منحهما الصحة والعافية
وبعد فقد دلف بي أبي إلي المينة
بصخبها وضوضائها ومليحاتها
فتنوعت في العين زهراوات فاكهتها
لكني منذ طفولتي ؛ وصغري وشبوتي
من صلاة فجر إلي ظهر وعصر
ومغرب والطعام ؛ وصلوات عِشائها
تعلمت درسا ودروسا من وهدائها
فلم تبدلني حياة ؛ ولاإستغرتني هباتها
فقد أجاد "جَدي" البذر ؛ فأحسنت إنباتها
"الأرض الطيبة" أعطت للحياة خيراتها
..ولكن لقصتي حكاوي وحكايات رويتها
بعضها هنا ؛ والبعض آتي ؛ فالهوينا
في رواياتي وأقاصيصي ؛ وحكاياتها
.........................
الف ليلة المصرية / بقلم محمد رمضان
...................................................
اسكندرية- مصر في 17/9/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق