الاثنين، 7 سبتمبر 2020

رؤى ❇ بقلم يحيى محمد سمونة

 رؤى 

ناس

يطلق على أصناف البشر أوصافا شتى، إذ يكون فيهم طائفة من العقلاء، و أخرى من الجهال، و ثالثة من الحكماء، و رابعة من السفهاء، و خامسة من الظلمة، و سادسة من الأدباء النبلاء النبهاء الفقهاء البلغاء، وهكذا ..
لكن صفة واحدة تطلق على جميع فئات البشر دونما استثناء، هي صفة: / ناس/ ..
هذه الصفة تطلق على البشر دون سواهم من الكائنات المخلوقة -المرئي منها و غير المرئي-
و السر في ذلك أن البشر وحدهم - دون سائر المخلوقات - تجدهم حالة تسطيرهم لعلاقاتهم على الخيار من أمرهم
قلت:
الأصل في كلمة "ناس" أنها من النوس، يقال: ناس ينوس نوسا و نوسانا
- النوس: حركة مضطربة متراقصة، غير منضبطة، محمولة على هوى
و العرب تطلق اسم الفعل/نوس/ على دخان ينبعث من فتيل، متراقصا في مساره
و كذا الناس يتراقصون حالة تسطيرهم لعلاقاتهم، ذلك أن علمهم المحدود زمانا و مكانا لا يسمح لهم القطع بسلامة سلوكهم، لذا فهم يترددون فيه [و هل من أحد سوى الإنسان يتردد - عن رأي - فيما يريد فعله، أو ليس التردد شكل من أشكال النوسان؟]
أيها الأحباب:
صفة "ناس" هي في عظمها صفة ذم للإنسان، و ذلك باعتباره - أي الإنسان - ليس مسدد الحركة بأمر تكويني من الله تعالى كما هو حال عموم الكائنات. ف الشجرة مثلا ليس لها الخيار من أمرها تورق أو لا تورق، تزهر أو لا تزهر، بل كل شيء في حركة الأشجار مثلا إنما يكون بأمر تكويني، و هذا بخلاف حركة الإنسان إذ يكون على الخيار من أمره فيما يختار

أيها الأحباب:
في منشور لاحق - بعون الله تعالى - أبين لكم كيف أن حرية الإنسان غالبا ما تكون سببا لشقائه و تعاسته، و أن الإنسان يتمنى في لحظة ما أن تكون حياته قد مضت بأمر الله التكويني دونما حاجة منه أن يكون على الخيار من أمره

- وكتب برؤية منه: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق