الأحد، 27 سبتمبر 2020

عن التّحرّش والاغتصاب سأتكلّم بقلم الأستاذة سلوى الصّالحي

 عن التّحرّش والاغتصاب سأتكلّم

باللّه عليكم يا من تدعون للحكم بالاعدام
للمغتصب هل تساءلتم من السّبب في خلق مثل هذه الفطريّات أو فلنقل البكتيريات في مجتمعنا ؟
أليست أشياء عديدة وتعدّدة هي السّبب ؟
فلننطلق من العائلة :من يعيش في فقر مدقع ووالداه متنصّلين من مسؤوليته ألا ينمو على النّقمة ؟
ثم ذاك الذي يعاني انفصال والديه و ينام ويصحو على المشاكل بين والديه ويطوله العنف منهما وخاصّة إن كان يرى والده يعنّف أمّه امامه ووو كيف تطلب منه أن يأتي للمجتمع سليما مثل هذا البشر ؟؟؟
من لا يتشبّع من حنان والديه والاحساس بالامان كيف تطلب منه ان يصبح حتّى شبه انسان ؟
ثمّ نذهب الى المدرسة الآن ،انتبهوا جيّدا قلت الآن لأنّ المدرسة في السّابق كانت حضنا دافئا ومعدّة لمشروع انسان وهذا ليس الآن عندما كان المعلّم مربّي قبل أن يكون معلّما قارن بين الأمس والآن ...كيف هو المعلّم الآن بعد أن أفرغوه من مهامّه كمربّي وجعلوه يعمل ليلا نهارا ليستطيع أن ينفق على عائلته فقط ليحقق الاكتفاء الذاتي ليس أكثر وبما أنّ راتبه لا يكفيه في ظلّ حمّى غلاء المعيشة أصبح المعلّم يبحث عن متنفّس سواء كان في التّدريس في مدرسة خاصّة أو فيتدريس ساعات اضافيّة سواء في منزله أو في قاراج أو....همّه الوحيد أصبح أن يسدّ ثغرات نفقته على العائلة حتّى أنّه أضاع قيمته كمعلّم ومربّي وأهل العلم عند اللّه كما تعرفون له مرتبة خاصّة بعد الانبياء والرّسل ولكن هل المعلّم الآن يستطيع أن يكون كذلك ؟؟؟
كان المعلّم سابقا يهتمّ بتلاميذه يعرف حالتهم النفسية والغذائية وكان قريب من التلميذ الى درجة أنّ التلميذ يصبح يرى فيه الأب وصمّام الأمن ...بينما المعلّم الآن أصبح ولد وقتو كما نقولها بالدّارجة ياتي فقط لأداء واجبه الذي أصبح يشكل له حملا ثقيلا فيعمل بدون رغبة ولا نقل نقول حبّ والنتيجة ماهي الآن هي العلاقة الجافّة والتي لا تثمر في شيء ...هذا باختصار مع العلم أنّ هناك معلّمين يأتون على أنفسهم ويعملون بحبّ ليصلوا الى قلوب تلاميذهم فيربوهم وبعلموهم وبذلك ينجحون وأكيد عند ربّهم يؤجرون ...
أمّا عن الشّارع فحدّث ولا حرج هذه البنت التي تخرج من المنزل في اللّيل في كامل زينتها بل شبه عارية أليست معرّضة لكلّ شيء سيّء ؟انا اتساءل أين أمّها وأين والدها واخوتها وخالها وعمّها وحتّى الجيران .
على ايامنا كان حتّى الجار له سلطة على ابناء جاره حتّى سلطة معنويّة ...والآن أصبح الكلّ يتفرّج ولا ينهى المخطئ عن الخطأ ..
واللّه أحيانا مع عائلتي في السّيّارة في اللّيل وخاصّة في تلك الجهات في قرطاج وفي اماكن مظلمة أرى بنات وحدهنّ في الطّريق فأستغرب لماذا لا يخفن من المجهول ؟...وبالنسبة للأولاد نفس الشّيء انا أمّ لولدين ولا اترك أولادي يبيتان خارج المنزل وحتى السهر اكثر من العاشرة يجعلني اتوجّس خيفة واغضب واقاطع ووووكي لا يعيدا الكرّة بالرغم من ولديّ تخرّجا ويعملان والحمد للّه أمّا عن البنتين أبدا لا نتركهما وحدهما حتّى في وسائل النّقل العمومي لا يذهبا الى العمل او حتى الدراسة كان زوجي ومازال يعمل لديها تاكسيستي وابدا في الليل لا يخرجا قيد انملة والحمد للّه وحتّى ان ابتعدت واحدة منهما عني أكون مطمئنة لاني متأكدة من ان ابنتي متربّية وتعرف كيف تتصرّف مع العلم اني أراقبها بطريقة غير مباشرة كي لا تحسّ بالاختناق ...هكذا انا لحدّ الآن .
أسئلة كثيرة تدور بخاطري أين الوليّ ؟
اين الدّولة التي تتمثّل في الأمن ؟
اين الرّقابة ؟؟؟
شبّعوا اولادكم بالدّين كلّ شيء سيكون على احسن مايرام .
كذلك التربية لا تأتي أكلها الاّ بالسّلوك .فليكن سلوكك هو اكبر معلّم .
سلوى الصّالحي
معلّمة متقاعدة

L’image contient peut-être : 8 personnes, personnes debout, chaussures, enfant et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق