رواية المؤلف سعدي صباح..حديث القبرة .. بقلم ليلى بومدين ....
تم كتابة هذه الرواية بواسطة المؤلف سعدي صباح التي خاض فيها العديد من الصراعات ، و قد اجتهد المؤلف في استعراض أهم التناقضات التي تتوغل فيها المجتمعات البدوية ، و قد تناولت الرواية أيضا بعض الرؤى التي قد جردت النزال القائم بين الريع و الريعان في زمن مميع بالنزوق و علاقته بالمرأة و غيرها من الأحداث الأخرى التي تأتي في نفس السياق لتحظى باهتمام فئة ليست بالقليلة من عشاق القراءة ، و لا سيما أن هذا النوع يأتي بطابع خاص يبرز فيها مهور البراعة عن باقي الرويات الأخرى .
سعدي صباح من أبرز دعائم الأدب العربي الحديث ، و رائد من رواده فقد استبطن من حمولات سردية واضحة ، و لم يكتف نصه بل عمد إلى تداخل إجناسي آخر في لغة شاعرية تقدم هذه الرواية شهادة عن مجتمع بكر مغتدي ، قد عمر على حروف الصحراء فالقارئ يتصفح كل تفاصيل الرواية بإسهاب عبر ذلك اللحن المدهش لدى ” حديث القبرة “ مما مد الرواية قدر من الزخم الإنساني عبر الأمكنة البراءة التي أوصلت كل معاني البكارة و الجلاء النابع عن صفاء البيئة و المكان ، و الانتقال في أرجاء الصحراء الرحلة ، التي كانت مسرحا يتحرك الجميع على أرضه إنها علاقة جدلية بين الخيمة و عمودها الواحد الكبير لقد فتح كل صوامع الغلال ليفرش صدر المجلس البدوي و نباه بوصفه المرأة التابعة و الرجل المتبوع في توظيف لغة شديدة الشاعرية ، لعالم مميزا بطقوسه و عاداته مما جعل "حديث القبرة “ شديدة الجمال في مستوى ملائم بتسجيل ذلك العالم الذي ربما خشي عليه الكاتب من الإندثار فيجله في قالب الرواية ، و شكلها الفني الذي اتسع فاحتوى الكثير من ابعاد الشخصيات الروائية من الناحية التاريخية و الأنثربولوجية ، و النفسية ، و الإجتماعية ، و علاقات تلك الشخصيات بالأمكنة و بالبيئات التي تعيش فيها
صدر للقاص سعدي صباح كتابه الجديد " حديث القبرة “ عن دار خيال للنشر و الترجمة ، قراءة ممتعة للجميع
.... بقلم ليلى بومدين ....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق