السبت، 10 أكتوبر 2020

حديث حول التاريخ بقلم الكاتب والمفكر السياسي محمد رمضان

 بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي محمد رسول الله
..................................................
10 / 10 /20 ؛ حديث حول التاريخ
..........................................
حالة غربيبة بأكثر من أنها ملفتة ومعقدة في رأي البعض ؛ حالة من التطويق الإستراتيجي طويل المدي مقيسا بمدي طول نفس مصر ؛ وفي إيجاز سريع وحاسم ؛ نتحدث عن واحدة من أخطرالنظريات الإستعمارية الحديثة والتي يجري تطبيقها عمليا ونظريا في المنطقة العربية ؛ فهي حالة تقتضي أولا إستخدام نظرية "تكتيكات الخرشوفة " ثم يجري إتباعها فورا بنظرية " التطويق الاٍستراتيجي" طويل المدي ؛...
وعفوا لن أقوم بتقديم شروح نظرية لنظريات يتم تطبيقها مباشرة علي أرض الواقع ؛ .......
مبكرا أسلوب القضمات ؛ فتأتي العراق مبكرا عبر حرب مع إيران تستغلها الولايات المتحدة لتخطف وتدمر العراق ؛ وقد فعلت ؛ وإكتفت ببعض "تحجيم "لإيران ؛ يكفي إيران لتستكمل أسلوب القضمات – دون وعي منها- ولصالح الولايات المتحدة ؛ فتضفي ظلالها العسكرية في إختطاف لجزر عربية في منطقة الخليج تابعة أصلا للإمارات ؛ ثم لتستكمل إيران تكتيكات الخرشوفة فتتمدد إلي اليمن عسكريا ؛في محاولة تالية لمحاولة فاشلة في جذب مصرالي الي صراع الخرشوفة ؛ وواضح أنها فشلت في ذلك ؛ فتمادت في تكتيكاتها في اليمن ؛ وإندفعت في الصراعات كل من الإمارات والسعودية بأهداف ضبابية ؛ عسي أن تجد لهما الولايات المتحدة مخرجا ؛ ولكن لم تكن للولايات المتحدة مصلحة حالة ولا مباشرة ولا آنية في ذلك الصراع ؛ فبقيت الولايات المتحدة في مقعد متميز من مقاعد المتفرجين ؛ ...
تصادفنا هنا حالة مفاجئة وغيرمفهومة ولا مبررة ؛ حيث تندفع الإمارات بلامقدمات منظورة لتعترف بإسرئيل في مشهد سنيمائي تعجز عن تصوره هوليود ؛ وبمقولات إنفردت بها الإمارات بلا إيجابية من إسرائيل ؛ لكن هذا هو ما جري ؛.......
عفوا ؛ ولازلنا في تكتيكات الخرشوفة ؛ وقد توالد عن هذه التكتيكات حدثين ملفتين ؛ فقد جري إسقاط ليبيا وقتل معمرالقذافي بإسناد ألماني وفق نظرية طاعة الكلب لسسيده " ؛ وألقت تركيا بشباك شبه إستعمارية علي مناطق سورية ؛ ولما أن إستنجدت سوريا ببقايا الإتحاد السوفياتي ممتلة في روسيا ؛ كان من المستحيل تصور ذلك دون إطلالة عسكرية أمريكية علي المشهد ؛ في حين تؤكد إسرائيل سيطرتها التامةعلي منطقة الجولان السورية منذ أحداث حرب 1973 ؛ وباتت سوريا موقعا مشتركا بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة واسرائيل ؛...
وهناك في مبكرات الغرب الإفريقي باتت ليبيا معبثا لقوي ربما غيبية وغبية في آن ؛ والكل يتظاهر حول السيطرة علي البترول الليبي ؛ وتطل الولايات المتحدة علي المشهد الليبي ؛ أيضا بظاهر الإهتمام بالبترول الليبي وتبتسم في قسوة لإيطاليا ؛ لكن المشهد في الإستراتيجية الأمريكية يحاول ويسعي أن يضع شباكه بشكل حاسم حول مصر ؛ فتهتز لفترة تونس وأحيانا الجزائر لكن تبقي ليبيا المعبث الرئيسي ؛ والهدف المتخفي امريكيا هو مصر ؛ وهو بعض ما دفع مصر الي تحديد "خط أحمر" وبقسوة غربا ؛ ثم شرقا عند البحر الأحمر ؛............
ثم يهبط خط النشاط التاكتيكي إلي جنوب مصر وببعض عمق ليسكن السودان ؛ فتصبح السودان سودانان ؛ والسودان الثالث يجري التمهيد له ؛ ...
أعتذر إن كان المشهد السياسي أكثر تعقيدا مما يري أو يظن البعض ؛ فإذا كان هناك تحالف أمريكي إسرائيلي مع دول الأطراف كالهند وتركيا وأثيوبيا وغيرها فلماذا لا يكون هناك تحالف مع إيران ؛.............
هنا يبقي التاريخ ؛ شاهدا "تاريخيا" ؛ عن إيران ذات التوجه الشيعي الفارسي ؛ وهذا التوجه يحمل أحقاد على كل ما هو عربي وسني في الأساس تعبيرا عن مدي كره الإيرانيين الفرس لكل ما عربي أو سني؛......
أما عن أحلام تركيا بالعثمانية ؛ فعفوا ؛ قد يبتسم التاريخ بلا مبرر ؛ فيكون مؤشرا لحذر شديد ولتهديد قائم ؛ تركيا ليست وحدها في العالم فهي في أحضان كل أوروبا بكل قسوتها وتاريخها الدموي وفي الجانب الأخر- آسيويا- فهي مطل علي بقايا الإمبراطورية الروسية الزائلة؛ ولن يكون مسار الغاز من روسيا إلي أوروبا دافعا إستراتيجيا لأن تستسلم روسيا * بوتين لبقايا عثمانية زالت مبكرا ؛...
...................
وبعد ؛ فإن ما ذهبنا إليه وأشرنا إليه في حديثنا هذا ؛ من الصعب بل ومن المستحيل التحدث عنه تفصيلا وبإتساع وإفاضة ؛ هنا ؛ في الشرق العربي أو الأوسط ؛العالم كله يتنفس ؛ ويحاول أن يهضم ما يستطيع "خطفه" ؛ لكن عمليات التنفس والهضم ؛ متبادلة بين عدة قوي وأذيالها ؛ كل يأمل في قطعة دسمة من شرقنا هذا ؛ والبعض يستسلم في توهمية زائفة بواقع محدد المعالم ؛ بل ولعله غيرموجود تماما ؛ فيذهب إلي الإستسلام تحت عنوان صداقة أو إحتمالية سلام ؛ ولكن هيهات لهذا أو لذاك ؛ بل وحتي لغيركل ذلك ؛ فالمستقبل – ربما- ينبئ عن أحداث – ربما غيرمتصورة – تبدأ أحيانا بالإنهيار الذاتي ؛ أوثورة مفاجئة من الطبيعة ؛ أوتدخل مباشر ممن يملك مطلق هذا الحق ؛ وقد تذهب الإحتمالات إلي غيرذلك ؛ ولكنها بالقطع موجودة ؛ نعم موجودة وهي دوارة في فلك كل الحياة ؛ وإن غاب الوعي البشري عنها ؛ حينا ؛...
........................
نلتق في حديث آخر بفضل الله ؛ حول أشياء عبرناها ؛ ولم نتحدث عنها ؛ فإلي لقاء ؛....
........................................................................
الكاتب والمفكر السياسي
محمد رمضان
.......................
الإسكندرية – مصر
10 / 10 / 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق