الاثنين، 26 أكتوبر 2020

الثّقافة في العالم الثالث بقلم الكاتبة سلوى الصّالحي

 الثّقافة في العالم الثالث

الثّقافة بمعناها اللّغوي :نقول ثقّف العود يعني أزال عنه كلّ الشّوائب ،يعني جعله مستقيما ...
أتساءل هل في مجتمع رأسمالي يمكن أن تكون الثّقافة من أولويّاته ؟
هل يهمّ صاحب رأس المال أن يكون العامل عنده مثقّفا أم العكس ؟
وهل يمكن لمن يلهث وراء الخبز أن يجد وقتا وجهدا ومالا ليثقف نفسه كأن يشري كتابا يقرأه أو يذهب ليتفرّج على مسرحيّة أفلمٍ أو حتّى يطوّر مواهبه في شيء ما يحبّه ...هذا أوّلا ...
كذلك وسائل الاعلام هل ما تقدّمه يخدم الثّقافة ؟
مع العلم أنّ وسائل الاعلام تخصّ الطّبقة الثّانية من المجتمع التي تتضمّن الموظّفين والعملة ونحن نعلم أنّ في المجتمع الرّأسمالي لا وجود للطّبقة المتوسّطة بل هناك طبقتين الأولى والثّانية فقط :الأولى وهي المتضمّنة لأصحاب رؤوس الأموال والسّاسة الذين هم في خدمة أسيادهم أصحاب رؤوس الأموال اضافة للمستعمر الذي خرج من بلدان عالمنا الثّالث صوريّا فقط ولكن اقتصاديّا مازال يمتصّ دماءبلداننا هذا عن الطّبقة الأولى تبقى الطّبقة الثّانية وهي تخصّ الكادحين من موظّفين وعملة ...هل لهؤلاء الذين يعملون ليلا نهارا لتوفير القوت الوقت للقراءة أو التّعلّم او أو؟؟؟
ثالثا وسائل التّواصل الاجتماعي ،هذا السّلاح ذو الحدّين والذي هو دخيل عنّا ولكنّه استطاع أن يغزونا وينشر فينا سمومه التي لم نكن نتصوّرها وغرّبتنا عن هويّتنا العربيّة الاسلاميّة وجعلت من شبابنا خاصّة لعبة بين أيدي المستغرضين الذين وصلوا الى تحقيق أهدافهم التي خطّطوا لها من زمان كي نكون لقمة سائغة بين أيديهم وساعدهم في ذلك بيادقهم الذين باعوا الاوطان ...هذا ثالثا أمّا رابعا وهو الأساسي هو ضرب التربية والتّعليم في العمق فبدؤوا بالتعليم الأساسي الذي خرّب التعليم النّاجع والذي أخرج حقّا أجيالا قامت عليها بلداننا وهي أجيال الستينات والسّبعينات وهي حقّا الاجيال المتعلّمة والواعية والتي حاربت لاخراج المستعمر سعت للذّود عن حرمة الوطن فامتلأت السّجون بهم ممّا دفع المستعمر بتغيير اسلوبه بأن أدخل التعليم الاساسي الذي خرّب التّعليم ومازاد الطّين بلّة التّعليم الموازي والذي يعمل ببرامج فرنسيّة فيها لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم وووسمومهم التي تقتل كلّ شيء أصيل في مجتمعات العالم الثّالث ولكن هذا لا يبدو لنا من الوهلة الأولى بل شيئا فشيئا حتّى تنطفئ شموع أصالتنا وديننا وتربيتنا وتضيع منّا هويّتنا الاسلاميّة ...
عن أيّ ثقاة ننتحدّث ونحن نعيش الاستعمار الثّقافي والاقتصادي :لا شيء نصنعه في بلداننا بل نصدّر موادّنا الأوّليّة بأخس الأثمان ونستوردها بأبهض الاثمان ممّا جعلنا نغرق في الدّيون ...هذا باختصار وجهة نظري وشكرا للقراءة الواعية اصدقائي .

سلوى الصّالحي

L’image contient peut-être : 1 personne, lunettes_soleil et gros plan



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق