الاثنين، 26 أكتوبر 2020

مواقيت الأهلة تنذر الأخطار بقلم الشاعرة زهرة حشاد

 مواقيت الأهلة تنذر الأخطار

يا برج إيفل جئتك زائرة
ومواقيت الأهلة تنذر الأخطار
بهرني علوٌك
شاهق أنت كأمنية فيل
أفلت من طير أبابيل
زرتك في حلم توسٌد الذاكرة
وقراصنة التاريخ
عتٌموا في مهجتي أنوار المدينة
عفٌنوا ناصيتي
شاهق أنت يا برج إيفل
كحديث ذي شجون
لم ينقطع منذ زمن مجنون
وأنا زائرة وصلت لتوٌي
أنزف بهتتي
بين مبتدإ تهاوى جثة
وخبر ما قد يحدث و يكون ...
قادمة انا من مدن الأقزام
وبيميني حجة من سورة الأنعام
نظرت إليك يا برج إيفل
تقلٌص قدمي هباء منثورا
انحنى عمود بشرتي
فمقلتي مشرئبة تعانق النور
تستقي مودٌة مدينة الأنوار
أصبحت امرأة ربٌما غريبة الأطوار
كتلة مبهمة
لم أنس أنني آتية من مدن الأقزام
وعطر الخزامى
وروث البهائم
سبابتي تسبٌح آناء الليل وأطراف النهار
وسجلٌي مكنون
في بيض علي بابا والأربعين سارقا
لكنٌ ظلٌي ما فتأ باسقا
مازال مسترسل القامة
كحلم عربي
يتلون بأقواس قزح
ظلٌي فتيل من نور الأنبياء
يعانق عنان السماء
تائهة أنا بين حواشيك
متقهقرة أمامك يا برج إيفل
وجوشني تنهال عليه الضربات
ولم أرم الإنهيار
مازالت رئتي تتنفس الصٌعداء
وأذني تنعشها تراتيل الصلاة
لم يرتو دمي من لعنة السقوط
لم أخرٌ تحت زخٌ عمارتك يا برج إيفل
هاك فروة رأسي محبطة
ينتابها شلٌال الضغوط
ومعطفي مثلج تبلٌل خجلا
ورسم جوازي يتكتٌم الغرق
حين ارتدٌت رحلتي
عزفت عن الهبوط
فمواقيت الأهلٌة تنذر أخطارا
تومئ بأمطار تغسل حوبتي

بقلمي الشاعرة زهرة حشاد
باريس في 26 أكتوبر 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق