الاثنين، 19 أكتوبر 2020

من فصل بدء الخيبات لرواية "موطن الخيبات" بقلم فاضل العتابي

 من فصل بدء الخيبات

لرواية "موطن الخيبات"
*******
من يقول لا رائحة للموت
أنا أستنشقتها لمرات ومرات في غياهب الزنازين
أثناء كل جلسة تعذيب تشعر بالموت يطوف حولك وتستنشق رائحته
من الصعب أن تصفها لكنني تجرعتها مرات ومرات
طعم المرارة في الفم ينسيك أنك على قيد الحياة وتتنفس
رغم العصابة السوداء التي تغطي عينيك
لكنك ترى في تلك المسافة هناك أشباح تتراقص
كأنها في حفلة موسيقية صاخبة
منها تتطاير ومنها تسقط وتنهض من جديد حتى تحسب نفسك أنت ضمن الجوقة تحاول مسك الجدار أو السقف كي لا تتمايل أو تهوى
الألم لا وجود له لأنك خارج حسابات الشعور الإنساني
تشعر أنّ جلادك هو ملك الموت في كل لحظة يسلب روحك منك وتكون نسيا منسيا
وبلا وازع إنساني يعيدونك إلى الحياة بإشارة من رأس الجلاد كان حواره صامتاً معجوناً بالألم.
سمع صوت
يعتذر منه بلهجة وديعة ويقول له أنت عدو نفسك
هل تريد التاريخ أن يخلدك لأنك تحملت وتجرعت صنوف العذاب ولم تنطق أو تعترف
هل تتصور أنهم سيعملون لك نصباً تذكارياً في يوما ما
أين *(فهد) دلني على قبره دلني على نصبه التذكاري
يطعمونكم الكلام المحشو بالنضال والبطولة وأنتم مجرد أداة رخيصة تتلاقفون كلامهم وتمضغونه بكل جهالة وتمنون أنفسكم بأنكم يوما ما سيخلدكم التاريخ ويذكركم في نشراتكم ودورياتكم التي لا مكان لها سوى عقولكم والمزابل
ومن بعد هذه الديباجة قال له انهض ليعالجه برفسة على مؤخرته لتلامس جبهته الأرض، وينهضونه من جديد بعد غيابه عن الوعي
ومن جديد أطعموه نفس العلقم في جولة جديد.

* لوحة الغلاف
اهداء من صديقي الرسام والشاعر سمير البياتي
تصميم الغلاف للصديق الشاعر
حيدر الشويلي

L’image contient peut-être : ‎texte qui dit ’‎موطن الخيبات موطن الخيبات رواية فاضل العتابي எলশர் ল e رواية ozoz‎’‎

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق