السبت، 10 أكتوبر 2020

الفراق بقلم إدريس الصغير الجزائر

 الفراق

لا تكنْ مثل الأطفال
تغضب
كلّما عزمتُ الرحيلَ

تسبقني بشلال عينيك
تمطرني
تسحرني بأشعارك الجميله

إنّي لم أعد طفلةً كما كنت ساذجةً
لم أعد تلك الشرنقة
التي كنت تنشرها
على
سريرك
مثل ما يُنشر الغسيل

لا تكن طفلاً

فإنّي شربت، من كأسك
مرارا، ومرارا فكان خيرك
عندي قليلاً
قليلَ

أنا من يسألك،
سيدي
ولأول مرة أقولها
لك
بعد ما صرت رجل مُهمًّ
وصار عنقك طويلاً
طويلَ

أنا
من يسأل
فلا تسألني ..
من كان أولا قراره الرحيلَ ؟

فإنّي اخترت وأخذت قراري
أن لا أجعلك
يوما..

بين ضلوعي
وأن
لا تكون بين أغراضي
و أشيائي
الجميله

أخذتني وأنا عود عطرٍ
فجعلت من عمري
سحابة دخانٍ

وجعلت من صِبايَا
سيجارةً
تأخذ أنفاسك منها إلا قليلَ

لا تكن طفلاً
إنّي لم أعد كما كنت
أهتم لك بظفائري
ولم أعد أزين لك خصلة شعري
و لم أعد أرسم
على شفتيك قبلاتي الطويله

سرتُ خلفك ولم أسألك يوما
عن مصيري
؟
سرتُ فوق موج الهوى
وأنا طفلةً بين ذرعيك
أرمحُ

وأكسر بصمتي
الأمواج وأخيطك بمعصمي
شراعً وأسكنتك بروج صدري
وغذيتك فواكه ببل

وعلى صدري قشرةَ التفاح
والرمان الأحمر
الصغير
الأصيله

وخيمتَ على خصري سننا طويلة
ولم أسالك يوما عن عمري
الذي مضى معك
وعن شرفي الذي ذبحته بخنجرك
لم اسألك يوما إن كنت أنا نزوة
في حياتك
أم حرة جليله

سرتُ خلفك
كناقةٍ ماسكً خطامها
أين ماوجهتني
أسجد
لك
وأنا عليلةٌ بعشقك ذليله

سرت ولا اعرف وطني
فأخذت من قلبك مأوًا
ومن صدرك معبدًا
وقبلة
ومن حضنك، عاصمتي، وموطني الجزيله

واليوم جئت تبكي الفراق
تقول عودي
أنت مني حبله
أنا منك حبله ؟؟

لا تكن طفلاً
كن شجاعَا
فالخيط الرفيع انقطع
ووجهك
المشرق
صار غيمة سوداء

وجفنك الباسم
انطفاء

وصرت كقُرّاص المزابل
ذابلاً

فلا تكن طفلَ
وابتعد عني قليلَ
فليس هناك أصعب عليك
كاليوم من أن يكون قلبك
بين يدي مصفدا ذليل

أرجوك ابتعد فلم تعد عندي
ذاك الطاووس المبجال

لم تعد ملك فغرورك
قتل في قلبي كل شيء جميله

إدريس الصغير الجزائر
04جانفي 2016م

L’image contient peut-être : une personne ou plus, personnes debout et plein air

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق