المبدع الكبير محمد ابراهيم-يستنطق-لوحتي-المعنونة ب"وجع يستبدّ بأوردة القلب" بأسلوب إبداعي مذهل..
(ومضة خاطفة)
وجع..يستبدّ بأوردة القلب
رحل أبي ذات زمن مفروش بالرحيل..ثم توارت أمي تلك التي أطعمتني من مهجة الليل لبنا لذيذا خلف الغيوم..وأخيرا سافر نجلي إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..دون تحية وداع..ولا عناق وجيع يترك القلب أعمى..
وبقيت وحيدا في مفترق للثنايا..فمن تشتريني -برموش عينيها- في مثل زمن لئيم كهذا..؟
فقلبي غدا كالحجر الإردوزاي..بل كالماء في الجب العميق..لذا سأسرج ناقتي للرحيل..قليلا من الوزر أمتعتي..ولن تثقَل ناقتي بالقليل..
محمد المحسن الساعة التاسعة وجعا
*تعقيب الأستاذ الألمعي والمبدع الخلاّق محمد ابراهيم
يا صديقي
كلماتكم اثقلتنا بالعذابات الأرضية ...
هي مبدعة مؤلمة
سأحاورك على نسقها ...
ذاك يتيم
ماتت أمي ...
وأبي تركني وحيدا
والجارة شريرة
لا تتركني بهدوء
وأنا أذكر ذاك اليوم صباح ألدفن
أذكر ذاك بشكل غامض
حتى مظهر قريتنا خلف الشباك كئيب .
من أين ؟
لا شك إذن من تحت الأرض وحسب
طفرت للمسكن هذي ألظلمة
هذي الأجواء ألرطبة .
لكن في أحد الأيام
بدلت الأشياء جميعا
جاؤوا خلفي
نقلوني لمكان ما
أذكر ذاك بشكل غامض
ألنهر بوقت متأخر
ومشاعل نار فوق النهر
وصريف العوامة واللمعات
أذكر أن أحدهم صاح أسرع
من ثم هزيم الرعد ومطر يهطل
فوق الشاطىء كان الملجأ للأطفال
يحكى ان الحصة للإطعام ضنينة
كم مرت بالبرد ليال
وكآبات
لكني وبشكل أفضل
أذكر كيف الصفصافات إنتصبت فوق ألنهر
والنيران بوسط ألجرد
في وقت جدا متأخر
الأمكنة حميمة تأسر نفسك حتى الدمع
أذكر في الدغلات هناك وتحت السقف بوسط الملجأ
كيف ترن بشكل مزعج
وتجرحنا تلك الكلمة ( ذاك يتيم )
مع أن عجائز تلك القرية أعينهم رمقتنا بالنظر المشفق
وكما في الواقع ينظر نحو الأيتام التعساء
مر الزمن ...
وحل صباح آخر
حين إنتشر شهاب عادل
وانفتحت واسعة أبواب العمر بقوة
بوق الإستيقاظ إنطلق قبيل ألموعد
فهتفنا في صوت واحد ( مرحا للحرية )
ومضت مسرعة سنوات
وتجدد حزن ألزمن إذ غادرنا
... كل ألقرية خرجت لتودعنا
وضباب غطى آثار خطى فرقتنا .....
بقلمي
محمد إبراهيم .
إحترامي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبعتي..يا محمد ابراهيم..دام المداد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق