السبت، 29 أغسطس 2020

(تذكير) أهمية العنوان..في القصائد الشعرية (حتى لا ترد قصائدكم مبتورة) بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 (تذكير)

أهمية العنوان..في القصائد الشعرية
(حتى لا ترد قصائدكم مبتورة)

"ان ما يجعلنا نهتم بالعنوان اليوم –اكثر من ذي قبل- هو المكانة الهامة التي يحتلها في تفكير الكتاب والمؤلفين والناشرين ولما له من اثر على تداول الكتاب وقراءته ورواجه اضافة الى كونه مرتكزا لبناء المعنى عند المتلقين للنص ودارسيه في اطار من التعاقد التأويلي الذي تسهم فيه جهات متعددة".(جورج جحا) جورج جحا 1935/ 2017 ،الأكاديمي في الجامعة الاميركية في بيروت.

يكتسي العنوان أهمية بالغة مع انتشار الطباعة ودخول المجتمعات مرحلة الحداثة الثقافية، وازدادت هذه الأهمية مع انتشار مجموعة من الأبحاث والدراسات التي حاولت أن تقارب إشكالية العنوان، وما تثيره على المستوى النظري والإجرائي،باعتبار أن لحظة قراءة العنوان مرحلة مهمة في العبور إلى قراءة النص وفهمه واستيعابه، ومما لا شك فيه أن احتقار اللحظة العنوانية وعدم تجشم قراءة العنوان بما تقتضيه من الاهتمام الكافي، والتركيز الشديد، قد يقود إلى فهم خاطئ لكلية النص،لذلك اتجهت هذه الدراسات والبحوث إلى دراسة العنوان كنص مستقل بذاته، ومن هذه البحوث دراستا ليو هوك Leo hoek: (نوعية العنوان La marque du titre، وسيميولوجيا العنوان La sémiotique du titre، بالإضافة إلى ما جاء به جيرار جنيث في الموضوع في كتابه معمار النص.
يتحدث جيرار جنيث في كتابه معمار النص عن العنوان باعتباره نصا صغيرا يختزل ويختصر النص الكبي،هذه الاستقلالية تقود إلى اعتبار العنوان وخاصة العنوان الشعري بنية لغوية يتركب من مفردات ينبغي دراستها تركيبيا ودلاليا للوصول إلى المرامي التي يتغيا الشاعر إبلاغها،هذا العنوان يتمظهر من خلال خطوط يمكن قراءتها سيميائيا على المستوى الخطي الكاليغرافي،وكذلك حيزه على مستوى الصفحة، بالإضافة إلى المرجعيات الثقافية والاجتماعية والإديولوجية التي يحيل عليها، بما يجعله بؤرة تختزل النص بكامله، إن احتقار اللحظة العنوانية، والقفز عليها، وعدم الاحتفال بها، يخفي العديد من القضايا المتصلة بمجال الأدب نظريا وتطبيقيا، فالعنوان-حسب ليو هوك Leo hoek- ليس فقط هو أول ما نلاحظ من الكتاب/ النص في (شكله المادي)، ولكنه عنصر سلطوي منظم للقراءة، ولهذا التفوق تأثيره الواضح على كل تأويل ممكن للنص..
وتبعا لذلك نلتمس من الشعراء والشاعرات ممن يوافوننا بقصائدهم بغية نشرها،أن لا يغفلوا عن عنونة قصائدهم حتى لا نضطر إلى عدم قبولها للنشر،سيما وقد لاحظنا أن العديد من النصوص الشعرية ترد علينا مفتقرة للعنوان (عنوان القصيدة) ..
على سبيل الخاتمة:
"العنوان بمثابة الرأس للجسد،وفي الرأس تختبيء اسرار الجسد بل هو الموجه والمتحكم في تداول النصوص ثم تأويلها".
وأرجو أن تستساغ رسالتي جيدا من لدن المبدعات الفضليات والمبدعين الأفاضل
محمد المحسن

L’image contient peut-être : 1 personne, gros plan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق