الأحد، 30 أغسطس 2020

صاحب العضلات بقلم الطاهر خشانة

 // صاحب العضلات //

هو الشعب حيّ يريد الحياة -- إذا كان يرفض ذلّ الحياة
ولم يرض بالعيش عيش العبيد -- فذلك شعب عظيم الوفاة
ومن يرض بالذل بين الشعوب -- يعشْ عاجزا عن أداء الصلاة
فلولا انتهاك حقوق الأنام -- ولولا التفرد بالثروات
لما كان في الدرب هذا الصراخ -- وهذا التنادي بموت الطغاة
فللحاكمين قصور ودور -- وللشعب جوع وحرّ الفلاة
هو الفرد حر بأرض الإله -- لم القيد ياصاحب العضلات ؟؟
أكلت من اللحم حتى شبعت -- ولم تترك العظم للجائعات
وحصنت نفسك عند الصعود -- فأمسيت ربا على العاجزات
ظننت بأنك في الخالدين - وأن عروشك تبقى لآت
قمعت بسيفك كل شريف -- كأنك فرعون عند الرواة
سجنت الأفاضل والأبرياء -- ملأت السجون بخير الدعاة
فماذا تريد من الرافضين ؟ -- وكم سوف تقتل في الطرقات ؟
إلى كم تظل وراء الحصون -- ولا تستطيع لقاء الحفاة ؟
فلو كنت تعرف معنى الحياة -- لأدركت أنك دون حياة
فخير إمامِِ إمامُُ يسير -- أمام الأنام بغير حماة
ويسهر في الليل يحصي الجياع -- ويسمع منهم مظالمَ عات
كما عمرُُ هام بين الرقود -- يفتش عن نائم في فلاة
وهيهات ترقى بفعلك هذا -- تبيد المسالم عند الصلاة
وتسجن من خالفوك برأي --لتحرم طفلا من النظرات
أما قد أتاك الضمير بليل -- وحدّثك العقل عن أمهات ؟
أما قد رأيت مشاهد حزن -- لشيخ وبنت على القنوات ؟
فكيف تنام وحولك باك -- وشاكِِ يئنّ من الطعنات ؟
ألا ليت شعري أفيك فؤاد ؟ -- أم القلب مات كموت الحصاة ؟
لك الآن أن تفعل المستحيل -- فسيفك أقوى من الصرخات
وما دمت لا تسمع النائحين -- فأنت جدير بوصف الطغاة
___________________________________________
الطاهر خشانة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق