قصة قصيرة بعنوان:
"لص على باب عمري"
بقلمي فاطمة حشاد/ تونس
أدار المفتاح في ثقب الباب و عنجهية "الأنا" تفوح من بين أصابعه. كانت بشرته البيضاء المائلة إلى الإصفرار و ارتعاشة شفتيه الزهريتين و حدة أنفه و ضيق عينيه تنبأ بقدوم نذير شؤم في طيات ثوبه الأسود.
فتح الباب و برزت قامته الطويلة في مدخل الغرفة، كان يضع يده اليسرى في جيب بنطاله اما يده اليمنى فكانت تمسك سيجارا و بدأ يتقدم رويدا رويدا و في طقطقة حذائه و رنة مفاتيحه صدى أغنية الحزن الآتي من الأفق البعيد.
أطبقت رائحة عطره الإفرنجي على صدري، رماني بنظرة مريبة، أطال التحديق في تفاصيلي حتى حسبت أنه هشمها بتلك الإشعاعات المنبعثة من عينيه.
سألته:
"من أنت.. من تكون؟ كيف وصلت إلي و كيف ولجت غرفتي؟"
كان يستمتع بحيرتي و يترشف قطرات العرق المنسكبة من جبيني مع سفات سيجارته..
رأيتني في تلك السحابات الرمادية التي ملأت الغرفة أرقص على ترنيمة غريبة ما عرفت معالم موسيقاها إلا عندما مد يديه نحو عنقي.. خفت و ارتعدت أوصالي عندما هم بتقبيلي فبانت أنيابه مكشرة و سال لعابه.
عرفت حينها أنه كان الموت قد تسلل متنكرا في زي لصا انيقا على باب عمري ، رحل متوعدا..
لأستيقظ عندما ألقى علي حبيبي السلام و قدم لي باقة من نرجس و بيلسان و هنأني بالسلامة و العودة إلى درب الحياة...
النهاية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق