الأحد، 31 يناير 2021

في تأويلية السجون. بقلم د. فوزية ضيف الله

 في تأويلية السجون.

لا شك أن فوكو الذي فكك المنظومة السجنية، قد حلل علاقة المراقبة بالعقاب. قد كشف أن مفهوم السجن هو مفهوم يتسع ليصل خارج السجن نفسه. لذلك فإن عبارة «لا للسجن» التي تضعونها في صورة تتغافل عن المعاني الخفية للكلمة.
وجدت المؤسسة السجنية من أجل تغلغل شبكات السلطة المنظمة في كل مجال مؤسساتي. فأصبح التنظيم يبرر كل اشكال الاخضاع والاصلاح والتوجيه. وهي عبارة على تمرينات سلطوية تمارس على الجسد والنفس معا. لكن الثكنة والمدرسة والمجتمع هي سجون أخرى. فضحها فوكو وفكك تفاصيل اشتغالها.
فشلت مؤسسة السجن في التأديب لانها اخترقت خصوصية الجسد، وتجاهلت دور الفنون والآداب في العلاج والاصلاح. وبدلا من علاجه يزداد سوءا واجراما. وظل السجن أداة للجريمة والانحراف والجنون.
تصبح المؤسسة السجنية عشا لولادة جرائم ومجرمين. تكبر الانحرافات الصغيرة لتصبح أشد خطورة، لأن الأرضية مناسبة للانتقام والثار..
صحيح أن الانضباط مطلوب لضمان الأمان ولكن لو قدرت هذه المؤسسة احترام الخصوصي جسديا كان او روحي، لو خاطبت عقولهم بلغة تجمع بين الفن والفكر، لصارت قادرة على ترييض الانفعلات لا تهييجها، لأن القمع ينجر عنه عنف والعنف يرد عليه عنف مضاد.
د. فوزية ضيف الله
Peut être une image de oiseau

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق